الأربعاء، 19 يونيو 2013

تطوير الذات و الثقافة

تطوير الذات و الثقافة

الثقافة ( Culture )هي عملية تبادل المعلومات والمعرفة عن البيئة المحيطة بأفراد مجتمع ما من خلال مجموعة من الأدوات و الأساليب و التقنيات، بحيث تنعكس على قيمه و اتجاهاته و سلوكه.

القيم ( Values )
هي مجوعة من القناعات التي تحدد أفضليات الفرد، وتحدد ميزان للحكم على الأمور، وما هو الصواب و الخطأ، و المقبول و غير المقبول.

الإتجاه ( Attitude )
هو الميل أو الإستعداد الذهني و النفسي للاستجابة تجاه شيء أو شخص أو موقف معين.

السلوك
هو مجموعة التصرفات و التعبيرات الخارجية و الداخلية ( الظاهرة و غير الظاهرة) التي يسعى الفرد عن طريقها إلى تحقيق التكيف بين متطلبات, جودة و مقتضيات الإطار الاجتماعي الذي يعيش فيه، وهو وسيلة الفرد لتحقيق أهدافه.

مفاهيم أساسية للتعرف علي السلوك الإنساني
الدوافع
الدافع هو مثير خارجي يقابل احتياج داخل الفرد فيثير توتراً داخلياً يدفعه للإستجابة بسلوك معين بهدف إشباع هذا الإحتياج.
 إذا أدى إلى إشباع -----> الرضا
 إذا لم يؤدي إلى إشباع ----> إحباط

الحوافز
هي قوى خارجية تولد طاقة داخلية تدفع الفرد لبذل جهد إضافي من أجل الحصول على المزيد من الإشباع .

معدل الإنجاز
الإنجاز = الرغبة * المعرفة * القدرة . 

نظريات تحفيز الأفراد
1- نظرية التدعيم
يرى مؤيدو نظرية التدعيم reinforcement أن التدعيم يوجه ويحفز الفرد، وأن الإجراءات التالية للتصرف الإنساني تؤثر في احتمال تكرار الفرد للتصرف الذي قام به ومستوى الأداء المتوقع في المرات التالية.
فإذا أتم الفرد عملاً فإنه يتوقع رد فعل أو تغذية مرتدة من الآخرين، فإذا كان رد الفعل إيجابياً فإن الفرد يميل إلى تكرار الفعل بصورة مماثلة، أو بصورة أفضل حسب مدى رد الفعل، أما إذا كان رد الفعل سلبياً، فربما يؤدي هذا إلى الإمتناع عن الفعل.
2- نظرية وضع الأهداف
ترى أن الهدف يوجه و يحفز الفرد، وأنه لا يكفي لتحفيزه دفعه إلى فعل أقصى ما يمكنه بل يجب أن تكون الأهداف محددة بدقة، وهو يرى أن الهدف الطموح المحدد، عند قبوله من الشخص و اقتناعه به، فإنه يعمل فى حد ذاته كحافز، أفضل مما تفعله الأهداف السهلة أو غير المحددة.
كما يرون أن التغذية المرتدة تقوي الحافز وتساعده على الإستمرار. وهو يرى أن من أهم العوامل لزيادة تأثير الهدف كحافز: الإقتناع و الإلتزام بالهدف commitment، و الإقتناع بالقدرة على القيام به self-efficacy
3- نظرية التوقعات
وترى نظرية التوقعات أن سلوك الفرد يكون سلسلة من العلاقات هي كالتالي:
1. أن الفرد يؤدي الجهد متوقعاً أن يؤدي ذلك لتحسين الأداء أو السلوك.
2. إذا تم تحسين الأداء أو السلوك فإن الفرد يتوقع أن يتم تقديره.
3. وإذا تم تقديره فإنه يتوقع أن يشبع هذا التقدير احتياجاً ذاتياً لديه.


مصائد إتخاذ القرار
1. تجميل الواقع (التغليف بالسكر sugar coating
2. الإستدراج ( بعد كل ما أنفقت تطالبني بالتغيير).
3. الثقة الزائدة (اطمئن: أستطيع التغيير متى أردت).

عملية التطوير الذاتي
تهدف إلى تطوير القدرات لكي نصبح أكثر قدرة على تحقيق أهدافنا بكفاءة و فاعلية.

ما هي عملية التغيير
هي أي أنشطة تؤدي إلى جعل الواقع يختلف عن الوضع المعتاد .

عملية التطوير
هي أنشطة عمدية مخططة تهدف تحسين الواقع .

القدرات
هي الإمكانية العقلية والعضلية لأداء مهمة أو عمل ما.

الكفاءة و الفاعلية
الكفاءة
هي القدرة على أداء العمل بأفضل استخدام للموارد. أي أنها عدد الوحدات المستخدمة من أي مورد لإنجاز العمل.
الفاعلية
هي القدرة على تحقيق الأهداف المخططة. أي أنها نسبة مما تحقق إلى المستهدف الكلي.

متى يشعر الفرد بالحاجة إلى التغيير
1. اكتساب معلومات جديدة أدت إلى تغيير في الإتجاهات .
2. ظهور احتياجات جديدة غير مشبعة .
3. حدوث تدني في الأداء بالمقارنة بالأداء السابق .
4. حدوث تدني في الأداء بالمقارنة بالآخرين.
5. تطور المستوي الثقافي أو التعليمي .
6. التعرض لضغوط خارجية أو داخلية تحتم على الفرد التغير.

أنواع التغيير
التعديل
(تغييرات مرحلية صغيرة متتابعة – ذاتية – لملائمة ظروف متوقعة)
التوافق
(تغييرات مرحلية صغيرة متتابعة – تحت مؤثر خارجي HHhhhh – لملائمة واقع مستجد)
التكيف
(تغييرات حاسمة - لملائمة ظروف متوقعة)
إعادة البناء
(تغييرات حاسمة - تحت مؤثر خارجيHHhhhh – لملائمة واقع مستجد)


أسباب نجاح التغيير
1. التغيير اختياري الخاص " لم أجبر عليه" .
2. التغيير يلبي احتياجاً لدي .
3. لدي المعرفة بالخطوات الضرورية لإحداث التغيير .
4. التغيير على مراحل متدرجة " غير مفاجئ".
5. لقد كنت استمتع بشعوري بالإنجاز .
6. لقد اتخذت الإحتياطات الكافية التي تساعدني على الإستمرار .
7. لقد ساعدت غيري على التغير أيضاً أثناء مرحلة التغيير .
8. لم يكن من الممكن الإستمرار في الوضع السابق.

أسباب فشل التغيير
1. الوضع الحالي ليس سيئاً جداً، و قد اعتدت عليه .
2. هناك الكثيرين في حالة أكثر سوءاً .
3. ماذا سيعود علي الوضع الجديد .
4. لقد كنت أفكر كثيراً في العادات التي سأفتقدها بهذا التغيير.
5. الطريق طويل حتى يتم التغيير.
6. البيئة من حولي لا تساعدني .
7. لا أعرف كيف يتم التغيير .
8. لا توجد العوامل المساعدة على الإستمرار في التغيير .

مراحل إحداث التغيير
1. صياغة الرؤية .
2. التعبئة و التحفيز (لماذا يجب أن أتغير –أضرار الواقع الحالي - الفوائد المتوقعة للواقع الجديد)
3. الدعم (ماذا أحتاج – أصدقاء جدد – تطوير سلوك أصدقاء قدامى - عادات مصاحبة جديدة)
4. التنفيذ (برنامج زمني- نقاط مراجعه - أهداف مرحلية)
5. المتابعة (توثيق الإنجازات – التعديل عند الإحتياج – استشارات و معلومات إضافية)
6. التقدير ( مكافأة النفس – الشعور بالإنجاز – مشاركة الآخرين)


المنهج في التغيير
1- الإقناع ضرورة للتغيير
2- الأسلوب القصصي المصحوب بالعبرة و الموعظة لضرب الأمثلة
3- تجسيم وتصوير الوضع المستهدف و العائد منه
4- تجسيم وتصوير الوضع غير المرغوب و العائد منه
5- الحث على الصحبة الصالحة و مرافقة الصالحين
6- النهي عن المخالطة السيئة
7- الحث على الإصرار و المتابعة
8- التدرج في التنفيذ
9- الحث على البدء الفوري و عدم التسويف
10- توفير البدائل

التغيير
هو الإنتقال من الحالة (أ) إلي الحالة (ب) عبر الطريق (أ – ب)
الإنجاز = الرغبة * المعرفة * القدرة

المعرفة
يسهل الحصول عليها من حضور المحاضرات – قراءة الكتب – قصص النجاح – استشارة الإختصاصيين و ذوي الخبرة.

القدرة
تحدد مدى توافر الطاقة العضلية و العقلية و الذهنية، و تؤدي إما إلى اتخاذ القرار بالدخول في التجربة، أو الحاجة إلى تطوير القدرات قبل الدخول في التجربة .

الرغبة
مسألة داخلية تتعلق بقوة الحافز إلى الوضع الجديد، و قوة التنافر مع الوضع الحالي.

إذن:
التغيير لا يكون إلا من الداخل، و مهما قام ذوي الخبرة بمساعدتنا فلن يحدث التغيير إلا إذا رغبناه وبدأناه.
"قال تعإلى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

الخطوات العملية للتغيير
1. حدد أهدافك في الحياة
2. حدد مجالات التغيير و أولوياته .
3. ثق بالفائدة المزدوجة .
4. ثق في قدرتك على إنجاز التغيير مع الإستعانة بالله .
5. حدد مراحل للإنجاز ونقاط للمتابعة وكن صبوراً.
6. جسد لنفسك مضار الوضع الحالي.
7. عظم في نفسك مزايا الوضع المستهدف.
8. ابدأ فوراً.
9. حلل معوقات التغيير بعناية .
10. احرص على توفير بدائل مفيدة للعادات السابقة.
11. شجع زملائك و أسرتك على التغير معك.
12. اقرأ قصص النجاح و تعلم منها .
13. غير البيئة أو غير في البيئة (مصاحبة من يعينك، البعد عمن يعوقك)
14. كافئ نفسك على كل نجاح.


تحفيز فريق العمل لتحسين الأداء

تحفيز فريق العمل لتحسين الأداء

أنت، والفريق في عملك تشتركون بالمعلومات، والآراء، والأفكار، والدعم المعنوي، والوقت، والواجبات.. مما يفرض عليك أن تضع أهدافاً مشتركة، وتتبادل الآراء معهم لتصل إلى إجماع مشترك، وأنتم كفريق تسعون لتحسين نوعية المنتج، أو طريقة العمل، أو زيادة الإنتاجية، أو غيرها مما تفرضه طبيعة عملك مع جماعتك، ولا بأس أن وصفت طريقة العمل أو زيادة الإنتاجية، أو غيرها مما تفرضه طبيعة عملك مع جماعتك، ولا بأس أن تصف طريقة عملك للآخرين دون مقابل شخصي، ولا ننسى هنا استشارتك لفريقك في حل المشكلات التي تواجههم خلال العمل كما لا بد من الصبر على تحمل وجهات النظر المختلفة، وعدم الإلتفاف عليها إن كنت قائداً كيساً.
ومن خلال فهمك للطبيعة البشرية التي تحب تحقيق الذات، وتطمح لتعزيز الآخرين، واحترامهم يجب ن تدرك مدى أهمية شحذ همم موظفيك من خلال الحوافز المادية، والمعنوية، والمكافآت لتحسين أدائهم.
ولاحظ أن التحفيز قد يجعلك تتغلب على كثير من المعوقات التي تواجهك في عملك.
ويشترط في القيادي المحفز أن يوفر الثقة، والطمأنينة، والأمن، والاحترام لظروف عمله بصدق، وواقعية، ولا بد أن تقر أن اعترافك بجهد الآخرين، وثناءك على نجاحهم لا يؤثر على نجاحك، فبادر بذلك إما مباشرة لمن يستحقه، أو أمام الآخرين من خلال تعزيزك لأنجازهم.
ولا بد إنك تتفق معنا على أن العمل بروح الفريق يلغي العناد والكبر، والكسل، فالعمل الجماعي يطهر النفوس، ويوحدها نحو أهداف كبرى يشترك الجميع في الوصول إليها وللكل يد في بلوغها.
ومما لا شك فيه أن العلاقات الانسانية خلال مراحل العمل الجماعي تنشط، وتضطرد، تماماً كما ينشط العمل وتزداد الإنتاجية إذا ما أحسنت قيادة الفريق، ويجب أن نعترف إن المتفائلين في عملهم يبنون المعنويات فيمن يتعاملون معهم كما أنهم يعطون الوظيفة أفضل ما لديهم، وهم دائماً يبحثون عن طريق ناجحة لتطوير العمل، والفريق.
أما المتشائمون فغالباً ما يتخلون عن عملهم ببساطة لنظرتهم التشاؤمية تجاه أمورهم، وأعمالهم، وكثيراً ما يمضون أوقاتهم في البحث عن وظيفة أفضل، كما أنهم يشيعون جواً من السلبية فيمن يتعاملون معهم.
ولو أتيح الخيار بين شخص عالي الكفاءة، لكنه سلبي يؤثر على معنويات الفريق، وآخر إيجابي، لكنه متوسط الكفاءة، فإن الاحتمالات سترجح الشخص الإيجابي الفاعل الممتلئ بالتفاؤل، والثقة للمساهة على المدى الطويل، وذلك انطلاقاً مما قاله أحد المدراء التنفيذيين:
(يمكنك أن تعلم المهارات، ولكن لا يمكنك أن تعلم المواقف).
ومن موقف المتشائمين قد تخلص بشعار يقول: (الأمور سيئة ولن تتحسن، ولماذا تحصل مثل هذه الأشياء لي؟
أما المتفائلون فشعارهم: (مهما كانت الظروف، ومهما كان موقفي، المهم أن أستمر بشكل مريح).
ونعترف أن المتفائلين ينظرون إلى الأمور، بموضوعية وحماس دون أن يؤثر ذلك على قراراتهم تجاه عملهم فعندما يكون المتفائل غير متفق مع القضايا، والسياسات، وأساليب عمل، أو مشروع ما فإنه يبدي اعتراضه دون أن يكون مزعجاً فهو يركز على الحلول دون التركيز على المشاكل.
فكن، عزيزي، إيجابياً مرحاً، ومتفائلاً في قيادتك لفريقك حتى نستطيع تخطي المعوقات والمشكلات بنجاح... ولتبقى دائماً في المقدمة

تقدير الذات



تقدير الذات


إن من نعم الله على العبد أن يهبه المقدرة على معرفة ذاته، والقدرة على وضعها في الموضع اللائق بها، إذ إن جهل الإنسان بنفسه وعدم معرفته بقدراته يجعله يقيم ذاته تقيماً خاطئاً فإما أن يعطيها أكثر مما تستحق فيثقل كاهلها، وإما أن يزدري ذاته ويقلل من قيمتها فيسقط نفسه. فالشعور السيئ عن النفس له تأثير كبير في تدمير الإيجابيات التي يملكها الشخص، فالمشاعر والأحاسيس التي نملكها تجاه أنفسنا هي التي تكسبنا الشخصية القوية المتميزة أو تجعلنا سلبيين خاملين؛ إذ إن عطاءنا وإنتاجنا يتأثر سلباً وإيجاباً بتقديرنا لذواتنا، فبقدر ازدياد المشاعر الإيجابية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما تزداد ثقتك بنفسك، وبقدر ازدياد المشاعر السلبية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما تقل ثقتك بنفسك.

وقد يتجه بعضنا إلى أن يستمد تقديره الذاتي من الآخرين، فيجعل قيمته الذاتية مرتبطة بنوع العمل، أو بما لديه من مال، أو إكرام وحب الآخرين له وهو من غير شعور يضع نفسه على حافة هاوية خطيرة لإسقاط ذاته بمشاعر الإخفاق، وهذا يوحي إلينا بذات ضعيفة؛ لأن التقدير والإحترام لأنفسنا ينبع من مصدر خارج أنفسنا وخارج تحكمنا.

إن حقيقة الإحترام والتقدير تنبع من النفس؛ إذ إن الحياة لا تأتي كما نريد فالشخص الذي يعتمد على الآخرين في تقدير ذاته قد يفقد يوماً هذه العوامل الخارجية التي يستمد منها قيمته وتقديره وبالتالي يفقد معها ذاته، لذا لابد أن يكون الشعور بالتقدير ينبعث من ذاتك وليس من مصدر خارجي يُمنح لك. والإختبار الحق لتقدير ذواتنا هو أن نفقد كل ما نملك، وتأتي كل الأمور خلاف ما نريد ومع ذلك لا نزال نحب أنفسنا ونقدرها ونعتقد أننا لا زلنا محبوبين من قبل الآخرين. فلو اخترنا لأنفسنا التقدير وأكسبناها الإحترام فإننا اخترنا لها الطريق المحفز لبناء التقدير الذاتي.



ما معنى تقدير الذات ؟

عندما نتكلم عن التقدير الذاتي فإنه يقصد به الأشخاص الذين لديهم شعور جيد حول أنفسهم. وهناك كثير من التعريفات لتقدير الذات، والتي تشترك في طريقة معاملتك لنفسك واحترامها، فهو مجموعة من القيم والتفكيرات والمشاعر التي نملكها حول أنفسنا. فيعود مصطلح التقدير الذاتي إلى مقدار رؤيتك لنفسك، وكيف تشعر اتجاهها.

العلاقة بين تقدير الذات والنجاح :
هناك اتفاق بين الباحثين عن وجود علاقة بين تقدير الذات والنجاح، ولكن الإختلاف القائم هو عن طبيعة هذه العلاقة، فهل لابد أن يكون الشخص متفوق في تحصيله العلمي لكي يكون لديه الإيجابية في تقدير ذاته.
أو أن الثقة بالذات تسبق التفوق العلمي. والحقيقة أنها علاقة تبادلية، مع أنه لابد من الإعتراف بأن الإعتداد بالذات مطلب لكي يتم التفوق في الحقل العلمي، وهذا التفوق بالتالي يؤدي إلى زيادة الثقة بالذات. فكل منهما يغذي الآخر.


ومن هنا يقسم علماء النفس التقدير الذاتي إلى قسمين: المكتسب والشامل:
ـ التقدير الذاتي المكتسب: هو التقدير الذاتي الذي يكتسبه الشخص خلال إنجازاته، فيحصل الرضى بقدر ما أدى من نجاحات. فهنا بناء التقدير الذاتي على ما يحصله من إنجازات.

ـ التقدير الذاتي الشامل: يعود إلى الحس العام للإفتخار بالذات، فليس مبنياً أساساً على مهارة محددة أو إنجازات معينة. فهو يعني أن الأشخاص الذين أخفقوا في حياتهم العملية لا يزالون ينعمون بدفء التقدير الذاتي العام، وحتى وإن أغلق في وجوههم باب الإكتساب.

والإختلاف الأساسي بين المكتسب والشامل يكمن في التحصيل والإنجاز الأكاديمي، ففكرة التقدير الذاتي المكتسب تقول: إن الإنجاز يأتي أولاً ثم يتبعه التقدير الذاتي. بينما فكرة التقدير الذاتي الشامل ـ والتي هي أعم من حيث المدارس ـ تقول: إن التقدير الذاتي يكون أولاً ثم يتبعه التحصيل والإنجاز.

ويقول المؤيدون للتقدير الذاتي المكتسب: على أحسن الأحوال التقدير الذاتي الشامل لا معنى له، وعلى أسواء الأحوال التقدير الذاتي الشامل ذو تأثير سلبي؛ فإن زيادة الثقة تؤدي إلى المبالغة بالرغم من المعنى الهش والفراغ الذي يعيشه، أو يؤدي إلى عدم الثقة في التعامل مع الآخرين وهذا يؤدي إلى الشك الذاتي . بينما التقدير الذاتي المكتسب بإمكانه الإهتمام بذاته، فهو ينمو طبيعياً وخصوصاً عندما ينجز شيئاً ذو قيمة. بينما الشامل فهو زائف، يحتاج لمن يفعّل ما لديه، فلا بد من تدخل المعلم والوالدين والأشخاص المحيطين به، ليس فقط مجرد تشجيع وإنما خداعهم بجميع ما يفعلونه إنه يستحق التقدير والثناء.

ولكننا يجب أن لا نغفل أن للعلاقات الإجتماعية أثراً في إكساب النفس الثقة، فهناك علاقة مباشرة بين التقدير الذاتي والنجاح الإجتماعي . وهذا النجاح يشمل الإعتداد في المظهر، والنجاح العلمي، والقدرة على تكوين علاقات اجتماعية جيدة. إذ يحتاج الشخص إلى قدر من القبول والإحترام الإجتماعي لتتكون لديه مشاعر إيجابية حول نفسه، ويرى نفسه بأنه ناجح في عيون الآخرين. كما أن تأثير العلاقات الإجتماعية الشخصية تتحدد بدرجة عالية بمقدرة الشخص على التسامح والإحترام، والإنفتاح الذهني والتقبل للآخرين.

صفات نقص الذات:
تشير الدراسات أن قرابة 95% من الناس يشكون أو يقللون من قيمة ذواتهم وهم بهذا يدفعون الثمن عملياً في كل حقل يعملون فيه، فهؤلاء الذين يقارنون أنفسهم بالآخرين ويعتقدون أن الآخرين يعملون أفضل منهم وأنهم ينجزون ما يسند إليهم بيسر، فهم بهذه النظرة يدمرون ذواتهم ويقضون على ما لديهم من قدرات وطاقات. وقد يؤدي بهم ذلك إلى الإكتئاب والقلق وكثير من حالات الإكتئاب والإنتحار لها علاقة بالإزدراء الذاتي. وجيمس باتيل (1980م) كان من الأوائل الذين قرروا قوة الترابط بين الإكتئاب والإزدراء الذاتي، فلقد اكتشف إنه عند ازدياد الإكتئاب؛ فإن تقدير الذات يقل، والعكس بالعكس ولهذا من العلاج لحالات الإكتئاب تنمية المهارات الفردية في رفع مستوى تقدير الذات والمحافظة على الحالات المزاجية لديه.

وعادة الأشخاص الذين لديهم ازدراء الذات يستجيبون إلى ظروف الحياة ومتغيراتها بأحد هاتين الطريقتين :
* الشعور بالنقص اتجاه أنفسهم: يشكون في قدراتهم لذلك يبذلون قليل من الجهد في أنشطتهم، وهم يعتمدون بكثرة على الآخرين لملاحظة أعمالهم. وغالباً ما يلومون أنفسهم عند حدوث خطأ ما، ويمنحون الثناء للآخرين في حالة حدوث النجاح. وعند الثناء عليهم يشعرون بارتباك في قبول هذا الثناء والإطراء، فالمدح يسبب لهم جرح؛ لأن لديهم شعور بأنهم يكذبون أو أنهم دجالون في حياتهم. وهذا الشعور مدمر، مهلك لهم؛ فعند شتمهم أو إهانتهم لا يدافعون عن أنفسهم لأنهم يشعرون أنهم يستحقون ذلك.

* الشعور بالغضب وإرادة الثأر من العالم: فهم غالباً ما يعانون من مشاكل في أعمالهم وفي مسكنهم مما قد يسبب لهم في النهاية مرض نفسي وعضوي ورغبة في محاولة الإنتقام من العالم. وتراهم دائماً يبحثون عن الأخطاء، ولا يرون إلا السلبيات، ويجدون سروراً غامراً لأخطاء الآخرين ومشاكلهم.

ويمكن ملاحظة هؤلاء بالتالي:
* استحقار الذات أو عدم معرفة الإجابة عند حصول الإطراء والثناء.
* الشعور بالذنب دائماً، حتى ولو لم يكن هناك علاقة بالخطأ.
* الإعتذار المستمر عن كل شيء.
* الإعتقاد بعدم الإستحقاق لهذه المكانة أوالعمل وإن كان الآخرين يرون ذلك.
* عدم الشعور بالكفاءة في دور الأبوة أو في دور الزوجية.
* يميلون إلى سحب أو تعديل رأيهم خوفاً من سخرية ورفض الآخرين.
* وأظهرت الدراسات أنهم يحملون أنفسهم على التميز فتراهم يمشون ببطء مطأطئين رؤوسهم إنهم يبدون غرباء على العالم، يحاولون الإنكماش على أنفسهم فلا يريدون العالم أن يراهم.

صفات الواثقون في ذواتهم:
الأشخاص الواثقون من ذواتهم تجدهم سريعين في الإندماج والإنتماء في أي مكان كانوا، فلديهم الكفائية، والشعور بقيمتهم الذاتية وقدرتهم على مواجهة التحدي، ولقد أظهرت الدراسات أن هؤلاء الأشخاص الأكثر قدرة على السيطرة على أنفسهم والتحكم في حياتهم هم الأكثر إنتاجية، والأكثر سعادة ورضى بحياتهم، وليس بالضرورة أن يعتقدوا أنهم الأفضل فهم ليسوا ملائكة وليسوا كاملين، ولا يملكون أداة سحرية لذلك؛ ولكنهم متفائلون وواقعيون مع أنفسهم، وأقوياء في مواجهة عثرات النفس.

ومن البديهي أنهم لا يتحكمون في كل شيء ولكنهم يتحكمون في مشاعرهم واستجاباتهم اتجاه القضايا والأحداث. ولا يشترط لهذه الإستجابة أن تكون دائماً إيجابية؛ ولكن لا بد أن تكون مستمرة، فبناء النفس رحلة طويلة شاقة، قد تواجه الأشواك والهضاب والتلال وتواجه السهول والأودية ولابد من الإرتفاع والإنخفاض في هذه الرحلة الشاقة، وإن أردت أن تنجز هذه الرحلة بنجاح فاستمر في المسير ولا تتوقف حتى تنتقل من بيئتك إلى بيئة أكثر سعادة واستقراراً. ولا شك إن نهاية الرحلة الممتعة تنسيك آلام السفر والتعب، فلا تتوقف عن السير.

طرق تنمية تقدير الذات:
يؤثر تقديرك لذاتك في أسلوب حياتك، وطريقة تفكيرك، وفي عملك، وفي مشاعرك نحو الآخرين، وفي نجاحك وإنجاز أهدافك في الحياة ، فمع احترامك وتقديرك لذاتك تزداد الفاعلية والإنتاجية، فلا تجعل إخفاقات الماضي تؤثر عليك فتقودك للوراء أو تقيدك عن السير قدماً، انس عثرات الماضي واجعل ماضيك سراج يمدك بالتجارب والخبرة في كيفية التعامل مع القضايا والأحداث، إذ يعتمد مستوى تقديرك لذاتك على تجاربك الفردية . وهذه بعض الطرق الفعالة والتي تساعدنا على بناء أنفسنا إذا نحن استخدمناها. ومن المهم أن نعرف أننا نستطيع أن نختار الطريق الذي نشعر معه بالثقة ونستطيع من خلاله أن نعبر عن ذاتنا والذي بُنيته وأساسه مشاعرنا.

لمن أراد أن يحسن صورته الذاتية أن يكون مدرك لوضعه الحالي وعلاقته بنفسه ورؤيته لنفسه، فأجعل لك عادة وهي الملاحظة المنتظمة مع نفسك وأنظر كيف تنظر إليها دائماً من وقت لآخر. فالأشخاص الذين يزدرون أنفسهم عليهم أن يتعهدوا أنفسهم من وقت لآخر وأن يغيروا نظرتهم السودائية نحو أنفسهم، وهنا يتحتم عليهم أن يتزودوا بالعلم والمهارة اللازمة ليتقدموا إلى الأمام. فمعظم الأشخاص من غير شعور يتبعون المخطوطات التي كتبت في عهد الطفولة بدون تحليل أو تحدي. إن أرادوا التغير عليهم أن يمزقوا هذه الموروثات السلبية، ويزيلوا ما علق في أذهانهم من ترسبات الطفولة والتي تؤسس عدم احترام النفس واستحقار الذات، لا بد من إظهار التحدي لهذه الأساطير المورثة التي مجدت الخوف، وعظمت الآخرين لدرجة استحقار الذات وجعلتنا سلبيين منزوعي الإرادة.

لا بد أن نضع هناك خطوط زمنية في حياتنا، ونقاط انتقالية معروفة، وعلامات واضحة لتقييم مسيرتنا في تطوير ذواتنا، عند هذه النقاط نلحظ هل نحن إيجابيين أم سلبيين، هذه المعلومات التي نتلقفها ونحملها بين جوانح أنفسنا هل تعطينا تصور واضح عن حقيقة أنفسنا، إن المأساة الحقيقة للذين يزدرون أنفسهم هو جهلهم بحقيقة أنفسهم، فهم لا يعرفون قدراتهم، ولا يدركون أبعاد إمكانياتهم. وكثير من هؤلاء من يصاب بالذهول والدهشة عند حصول بعض المعرفة عن نفسه وعن الإمكانيات والقدرات التي يملكها. إننا لا بد أن نحاول اكتشاف أنفسنا ونعرف حقيقتها حتى نحكم عليها فكما قيل الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإذا جهلنا أنفسنا فلا بد أن تكون أحكامنا على ذواتنا خاطئة، وتصرفاتنا وسلوكنا مع أنفسنا غير صائبة وهنا يكون الظلم لهذه النفس التي هي أمانة عندك.

اكتب ما تريد تحقيقه ،وضع الأهداف لتحقيق ما دونت ، واجعل هنا وقت كاف لتحقيق هذه الأهداف ، وهنا ملاحظة ضرورية لابد من ذكرها وهو الحذر من التثبيط واليأس عند الإخفاق في محاولة تحقيق الأهداف، فلا شك أن الإنجازات الرائعة سبقها اخفقات عديدة، فقط استمر لتحقيق هدفك مع معاودة الكره عند حدوث الفشل، استعن بالله ولا تعجز، فالعجز والخور ليست من صفات النفوس الأبية ذات الهمم العالية.
المراجعة المستمرة للوسائل المستخدمة لتحقيق هذا الأهداف، فهل هذه الوسائل مناسبة وملائمة لإنجاز الهدف ؟...
أعد مراجعة أهدافك من فترة إلى أخرى لترى هل حقاً يمكن إنجازها، أما أنها غير منطقية وغير
واقعية، أو لا يمكن تحقيقها في الوقت الحاضر فترجى إلى وقت لاحق، يمكنك عرض أهدافك على أحد المقربين لديك والذي تثق في مصداقيته وعلميته فتطلب منه المشاركة في كيفية تحقيق هذه الأهداف، الإستفادة من تجارب الآخرين توفر لك الوقت والجهد. وهنا لا تنس أن تكافئ نفسك عند تحقيق هدف معين، وأكبر مكافئة تمنحها لنفسك هي الثقة بأنك قادر على الإنجاز وتحقيق أشياء جيدة، أجعل تحقيق هذا الهدف يزيدك ثقة بنفسك .
اكتشف اللحظات الإيجابية، اقض بعض الوقت مع نفسك في التركيز فيما لديك وفيما أنجزت، وليس فيما تريد أو فيما تفكر أن تنجزه أو تفعله. افتخر بنفسك عندما ترى إنجازاتك، واحذر من الغرور والكبر، افتخر بنفسك بالقدر الذي يجعلك تقدر وتحترم ذاتك، وبالقدر الذي يمنحك المضي قدماً لتحقيق أهدافك؛ بقدر ما تستطيع احرص على استغلال الظروف الإيجابية؛ فاستغلالك للأوقات الإيجابية تمنحك طاقة للقضاء على الأوقات السلبية أو غير المنتجة في حياتك .
كن مشاركاً فعالاً، فالنشاط العملي ضروري جداً لبناء الذات، والإتصال بالآخرين عامل أساسي لتطوير النفس وإكسابها الثقة، فالمشاركة مع الآخرين قضية أساسية لتكامل الذات، وهي كالرياضة للجسم ، فعند ممارسة الرياضة فإن الجسم ينتج كيمائيات، ويطلق هرمونات تساعد على ارتياح وهدوء العقل، كذلك الممارسة الفعالة مع الآخرين ومشاركتهم أعمالهم تمنح النفس الإرتياح، والشعور بالرضا. هنا لا بد أن تكون المشاركة مع أناس فعّالين نشيطين، يملكون الإيجابية مع ذواتهم، قادرين على منحك الثقة بذاتك واستنهاض الإيجابيات لديك، فمعاشرة الكسالى والخاملين يكسب المرء الخمول والكسل. والطباع تنتقل بين الناس عن طريق المباشرة والإختلاط فإن أردت أن تكون فعّال، فأبحث عن ذوي الهمم العالية وأحرص على معاشرتهم فلعلك تكتسب من صفاتهم.
كن إيجابي مع نفسك وحول نفسك، كل تفكير سلبي عن نفسك مباشرة استبدله بشيء إيجابي لديك . إن الذين يعانون من ازدراء ذواتهم دائماً تذهب أفكارهم إلى سلبياتهم ويغفلون أو يتناسون عن إيجابياتهم، فيحطمون أنفسهم ويقضون على قدراتهم وطاقاتهم. ولا يخلو إنسان من إيجابيات وسلبيات فالكمال لله ـ عز وجل ـ ، ولكن يظل هناك السعي الدؤوب والمستمر للوصول أو الإقتراب من الكمال البشري . والنظرة السلبية الدائمة للنفس تحول دون الوصول إلى الكمال البشري، فهي تشعر بعدم القدرة ـ وإن بذل ما بذل ـ فيتولد لديه اليأس وبالتالي يتخلى عن بناء ذاته؛ وهذا مزلق خطير .
اعمل ما تحب وأحب ما تعمل، اكتشف ما تريد عمله، وأعمل ما ترغبه نفسك وليس ما يرغبه الآخرون . إن الغالب في العمل الذي تؤديه عن حب هو العمل الذي ينجز ويتم، وثق تماماً عندما تعمل عملاً بدون حب ورغبة أن هذا العمل وإن أنجزته فلن يكون فيه إبداع. وإذا لم تكن قادراً على اكتشاف ما تريد أن تعمله، أو لا تستطيع عمل ما تحبه، فاعمل ما بيدك الآن برغبة ومتعة، أزرع هذه الرغبة والمتعة في عملك حتى تطرد الملل والسآمة وتشعر بالإرتياح .
اعمل ما تقول إنك ستعمله، فمن الأمور الأساسية لقيمة الإنسان واحترامه لذاته هو احترام كلماته، والوفاء بعهده. عندما تقول إنك سوف تعمل أمراً فأعمله. إذا كنت حقاً تقدر قيمتك الذاتية فإنك لا تستطيع أن تتفوه بهذه الكلمة وتلتزم أمراً وأنت تعرف في قرارة نفسك أنك لن تستطيع عمل ذلك. إذا رغبت أن تخبر شخص ما بأنك ستؤدي عملاً ما فكن واثقاً بأن لديك الوقت الكافي، والإمكانات والمصادر لعمل ذلك .
كن أنت ولا تكن غيرك، فليس هناك شخصين متشابهين في كل شيء، افتخر بذاتك فليس أحد لديه كل ما لديك من صفات ومعاني، عش حياتك باحترام وتقدير فأنت تملك شخصية فريدة. انظر إلى نفسك بصورة إيجابية، تأمل الصفات الإيجابية التي تملكها فأنت قد تكون صالحاً صادقاً محباً للخير وتفعل الخير... ابحث عن الإيجابيات التي لديك وتمسك بها.
كن على الوقت في كل شيء، فعندما يكون هذا سلوك دائم في حياتك، تكن ذو شخصية مميزة، ويرى الناس أنك صادقاً في وقتك، حريصاً كل الحرص على تقدير القيمة الزمنية، حينئذ يبدأ الناس يثقون فيك ويكونون أكثر اطمئناناً في تعاملهم معك. قد يبدو لك الأمر ليس بالشيء الكبير؛ لكنه أساسي لكي يبدو قديراً في أعين الآخرين.
اتخذ مسؤولياتك، الشعور بالمسؤولية في الأمور الصغيرة يمكنك بتحمل المسؤولية في القضايا الكبيرة. أشعر بالمسؤولية ولو مع نفسك فإن هذا يمكنك من النجاح، وهذه أولويات سلم النجاح.
لا تنظر إلى الآخرين كيف تخلو عن مسؤولياتهم، فهذه سلبية لا تتبع، كن شجاعاً مع نفسك فليس أحد مسئول عن خطئك أو إخفاقك؛ فلا تلم الآخرين بأنهم لم يحملوك المسؤولية، فالمسؤولية تؤخذ ولا تطلب .
حاول عمل أشياء جديدة ودع لنفسك أن تخطئ.
أنشئ توقعات واقعية عن نفسك، وجزء أهدافك الكبيرة إلى أجزاء صغيرة .
امنح الدعم للآخرين وتعلم كيف تتقبل الدعم منهم .
دع لنفسك الحرية في الإختبار والحركة والنمو والنجاح .


إدارة الوقـــــت وكيقيته

إدارة الوقـــــت

مشكلة الوقت :
يشتكي كثير من الناس في العصر الحاضر من مشكلة عدم توفر الوقت ، يقول ماكانزي ، وريتشارد (1991م ، ص263) مؤكدين ذلك " لا يوجد شخص لديه الوقت الكافي " ثم يتبعان ذلك بقولهما " لكن مع ذلك كل شخص لديه كل ما هو متوافر من هذا الوقت " متسألين ". إذن ، هل الوقت هو المشكلة أم أنك أنت المشكلة " .
ولمساعدتك في الإجابة على السؤال السابق ، نطلب منك الإجابة على السؤال التالي :
هل يمكن زيادة وقت اليوم والليلة عن أربع وعشرون ساعة ؟
وإجابتك عليه بالطبع سوف تكون : لا ، وبذلك تكون وصلت إلى أن المشكلة هي أنت ، أو بمعنى آخر أن المشكلة هي : ضعف استشعارك أحيانا لأهمية الوقت ، وعدم قدرتك أحياناً أخرى على إدارته بشكل جيد.
ولكي تتأكد من ذلك ندعوك إلى القيام بالتمرين التالي :
نشاط (1) تحديد مشكلة الوقت :
1) أحسب الوقت التقريبي الذي تقضيه يومياً في عملك في الأنشطة المبينة في الجدول التالي ؟
النشـــــــــاط الوقت التقريبي الوقت الذي يمكن توفيره
استقبال المراجعين والزوار
الرد على المكالمات الهاتفية
الحديث مع الزملاء والموظفين
تناول وجبة الإفطار
مطالعة الجرائد والمجلات
المجمــــــــــــوع
2) أسال نفسك هل يمكن أن أوفر جزء من وقت أي نشاط من الأنشطة السابقة ؟ وفي حالة الإجابة بنعم ، دون ذلك الوقت في الخانة المخصصة لذلك ؟
3) أجمع الوقت الذي يمكنك توفيره في جميع الأنشطة ؟
4) هل لاحظت كمية الوقت الضائعة عليك يومياً ، ويمكن أن تستفيد منها ؟
5) أنتقل إلى التمرين التالي (2) لتحديد مستوى إدارتك لوقتك ؟
نشاط (2) اختبار تشخيص إدارة الوقت :
ضع علامة (  ) في الخانة المناسبة لإجابتك في الجدول التالي :
الاختبار نقلاً عن ( أليكساندر،1999م، ص6،5)
م النشــــــــــــــــــاط غالباً أحياناً نادراً
1
هل تتعامل مع كل ورقة عمل مرة واحدة فقط ؟
2
هل تبدأ مشاريعك وتنهيها في الوقت المحدد لذلك ؟
3
هل يعلم الناس أفضل وقت للعثور عليك ؟
4
هل تقوم كل يوم بعمل شيء يقربك من أهدافك بعيدة المدى؟
5 هل تستطيع العودة إلى العمل – بعد مقاطعتك فيه – دون أن تتفقد القوة النافعة ؟
6
هل تتعامل بفعالية مع الزوار المعلمين الذين يهدرون وقتك ؟
7
هل تركز على منع وقوع المشكلات أكثر من محاولة حلها عندما تقع ؟
8 هل يكون لديك وقت متبق قبل الوصول إلى الوعد النهائي ؟
9
هل تصل إلى العمل وإلى الاجتماعات وإلى الأحداث في الوقت المناسب ؟
10 هل تقوم بعملية التفويض بطريقة جيدة ؟
11
هل تعد قوائم بالمهام اليومية ؟
12
هل تنتهي من جميع عناصر تلك القوائم .؟
13
هل تجدد أهدافك المهنية والشخصية وتطورها ؟
14
هل مكتبك نظيف ومنظم ؟
15 هل تعثر على العناصر بسهولة في ملفاتك ؟
المجمــــــــــوع × 4 ×2 ؛×0
المجموع الكلي

ما يقوله الاختبار التشخيصي عنك :
حدد عدد الإجابات من كل اختيار(غالباً، وأحياناً ، ونادراً) ، ثم أعطي أربع نقاط لكل اختيار (غالباُ) ونقطتين عن اختيار (أحياناً) وصفراً عن اختيار (نادراً) ، ثم اجمع النقاط التي تحرزها ، ثم ضع نفسك في المجموعة المناسبة من المجموعات التالية :
49-60 تدير وقتك بكفاءة ، وتسيطر على معظم الايام ومعظم المواقف .
37-48 تدير بعض وقتك بكفاءة . في بعض الاحيان ، تحتاج – مع ذلك إلى ان تكون اكثر تمسكا وحرصا على تطبيق بعض استراتيجيات توفير الوقت .
25-36 انت غالبا ما تكون ضحية للوقت . لا تجعل كل يوم يسيطر عليك طبق فورا الطرق التي ستتعلمها هنا .
13-24 انت قريب جدا من مرحلة فقدان السيطرة ، وبعيد جدا عن التنظيم ، والتمتع بوقت جيد . انك بحاجة إلى تنظيم الوقت بحسب الأولويات .
صفر-12 انت مرتبك ومشتت ومحبط ، ويحتمل انك واقع تحت ضغوط هائلة . ضع الاساليب التي يعرضها هذا الكتاب موضع التنفيذ سوف تتعامل الفصول البارزة مع مشكلاتك . عليك بدراستها جيدا .

مضيعات الوقت :
يعرف كل ماكانزي ، وريتشارد (1991م ) مضيعات الوقت بأنها " كل ما يمنعك من تحقيق أهدافك بشكل فعال " ص263 ، ويبينان (ص ص 263-266 ) أنه تم - من خلال عدة دراسات- تجميع مضيعات الوقت الشائعة فبلغت (40) مضيعاً ، وقد قاما بتصنيفها إلى سبع مجموعات حسب الوظائف الإدارية وذلك على النحو التالي :
في التخطيط :
 عدم وجود أهداف / أولويات / تخطيط  الإدارة بالأزمات ، تغيير الأولويات .
 محاولة القيام بأمور كثيرة في وقت واحد / تقديرات غير واقعية للوقت .  انتظار الطائرات / والمواعيد .
 السفر .  العجلة / عدم الصبر .
في التنظيم :
 عدم التنظيم الشخصي / طاولات المكتب المزدحمة .  خلط المسؤولية والسلطة .
 ازدواجية الجهد .  تعدد الرؤساء .
 الأعمال الورقية / الروتين / القراءة .  نظام سيئ للملفات .
 معدات غير ملائمة / التسهيلات المادية غير ملائمة .
في التوظيف :
 موظفون غير مدربين / غير أكفاء .  الزيادة أو النقص في عدد الموظفين .
 التغيب / التأخر / الاستقالات .  الموظفون الاتكاليون .
في التوجيه :
 التفويض غير الفعال / الاشتراك في تفاصيل روتينية .  نقص الدافع / اللامبالاة .
 نقص في التنسيق / وفي العمل .
في الاتصالات :
 الاجتماعات .  عدم وضوح أو فقدان الاتصالات والإرشادات .
 " حمى المذكرات الداخلية " / الاتصالات الكثيرة الزائدة .  عدم الاتصالات .
في صنع القرارات :
 التأجيل / التردد .  طلب الحصول على كل المعلومات .
 قرارات سريعة .


في الرقابة :
 المقاطعات الهاتفية .  الزائرون المفاجئون .
 عدم القدرة على قول " لا "  معلومات غير كاملة / معلومات متأخرة .
 نقص الانضباط الذاتي .  نقص الانضباط الذاتي .
 ترك المهام دون إنجازها .  فقدان المعايير / الرقابة / وتقارير المتابعة
 المؤثرات البصرية الملهية / الضجيج .  الرقابة الزائدة .
 عدم العلم بما يجري حولك .  عدم وجود الأشخاص الذين تريدهم للنقاش

أهمية الوقت :
جاء ديننا العظيم ليعرفنا على أهمية الوقت وكيفية استغلاله الاستغلال الأمثل ، أليس هو مادة الحياة ومعنى الوجود ؟ يقول سبحانه وتعالى :  وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ  العصر .
ويذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم موقفين للإنسان يندم فيهما أشد الندم على ضياع الوقت حيث لا ينفع الندم ، الموقف الأول : ساعة الاحتضار وفيه يقول الكافر كما أخبر القرآن الكريم  حَتَّى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ أرجعوني(99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  المؤمنون 99-100 ، والموقف الثاني : في الآخرة ، يقول تعالى :  وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ  يونس: 45 ،  كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا  النازعات : 64 ،  قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ(112)قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ(113)قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ  المؤمنون :112 – 114 .
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الوقت في حياة الإنسان المسلم ، حيث قال في الحديث الذي رواه مسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " رواه مسلم ، وحث صلى الله عليه وسلم في حديث آخر على اغتنام الوقت بقوله : " أغتنم خمساً قبل خمس " وذكر منها " فراغك قبل شغلك " ، وبين صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أنه : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل " وذكر منها " عن عمره فيما أفناه … " رواه الترمذي
وقد كانت المفاهيم العظيمة السابقة عن الوقت وأهميته ماثلة للعيان دوماً في حياة الناجحين من سلف هذه الأمة ، فقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزدد عملي ) ، وروي عن الحسن البصري رحمه الله قوله : ( ما من يوم ينشق فجره إلا نادى مناد من قبل الحق : يا أبن آدم ، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة ) ، ويقول الإمام أبن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه ( الجواب الكافي ) : " فالعارف لزم وقته ، فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلها ، فجميع المصالح إنما تنشأ من الوقت ، وان ضيعه لم يستدركه أبدا .. فوقت الإنسان عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم ، وهو يمر أسرع من مر السحاب . فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره ، وغير ذلك ليس محسوبا من حياته ، وان عاش فيه عاش عيش البهائم . فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة ، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة ، فموت هذا خير له من حياته " ص 157 .

مفهوم إدارة الوقت :
توجد عدة تعريفات لإدارة الوقت ، من أشملها تعريف القعيد (1422هـ) الذي عرفها بأنها : " عملية الاستفادة من الوقت المتاح والمواهب الشخصية المتوفرة لدينا ؛ لتحقيق الأهداف المهمة التي نسعى إلها في حياتنا ، مع المحافظة على تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والحياة الخاصة ، وبين حاجات الجسد والروح والعقل " ص295.





أنواع الوقت :
يوضح القعيد (1422هـ ، ص ص 300-302 ) أن الوقت في حياتنا نوعان هما :

1- يصعب تنظيمه     2-  يمكن تنظيمه


النوع الأول : وقت يصعب تنظيمه أو إدارته أو الاستفادة منه في غير ما خصص له .
وهو الوقت الذي نقضيه في حاجتنا الأساسية ، مثل النوع والأكل والراحة والعلاقات الأسرية والاجتماعية المهمة . وهو وقت لا يمكن أن نستفيد منه كثيراً في غير ما خصص له وهو على درجة من الأهمية لحفظ توازننا في الحياة .

النوع الثاني : وقت يمكن تنظيمه وإدارته .
وهو الوقت الذي نخصصه للعمل ، ولحياتنا الخاصة ، وفي هذا النوع بالذات من الوقت يمكن التحدي الكبير الذي يواجهنا . هل نستطيع الاستفادة من هذا الوقت ؟ هل نستطيع استغلاله الاستغلال الأمثل ؟
أنواع الوقت الذي يمكن تنظيمه (وقت الذروة ، وقت الخمول) :
يوضح القعيد (1422هـ ، ص ص 301) أن الوقت الذي يمكن تنظيمه يتكون أيضاً من نوعين هما :
النوع الأول : وقت ونحن في كامل نشاطنا وحضورنا الذهني (وقت الذروة).
والنوع الثاني : وقت ونحن في أقل حالات تركيزنا وحضورنا الذهني (وقت الخمول) .
وإذا ما أردنا أن ننظم وقتنا فإنه يجب علينا أن نبحث عن الوقت الذي يمكن تنظيمه ثم نتعرف على الجزء الذي نكون فيه في كامل نشاطنا (وقت الذروة) ونستغله باعتباره وقت الإنتاج والعطاء والعمل الجاد بالنسبة لنا .
ويبين الشكل التالي أوقات الذروة والخمول لدى الإنسان حسبما أشار القعيد (1422هـ ، ص302 ) ، ويرى الدارس أن قد يكون كل واحد منا لديه أوقات ذروة تختلف عن غيره

ذروة ذروة
خمول خمول خمول
7 صباحاً 3 عصراً 7 مساءاً 10 مساءاً
إذا تمكنت - من خلال التمرين رقم (4) الذي سيرد لاحقاً - من تحديد أوقات الذروة لديك في اليوم والليلة ، فإن ذلك خطوة كبيرة تمكنك من الاستفادة المثلى من أوقات الذروة فتضع فيها الأمور التي تحتاج فيها إلى تركيز مثل الأولويات والأمور الصعبة والأشياء الثقيلة على النفس ؛ أما الأهداف أو الأعمال الخفيفة والشائقة والأمور التي تستمتع بعملها فيمكن وضعها في أوقات قلة النشاط ، وهذا الأمر ينطبق على كل من أوقات العمل وأوقات الحياة الخاصة على السواء .


خطوات ومبادئ الإدارة الناجحة للوقت :


1 ) مراجعة الأهداف والخطط والأولويات :
يذكر الأمام الغزالي رحمه الله أن الوقت ثلاث ساعات : ماضية ذهبت بخيرها وشرها ولا يمكن إرجاعها ، ومستقبلة لا ندري ما الله فاعل فيها ولكنها تحتاج إلى تخطيط ، وحاضرة هي رأس المال ، ولذا يجب على الإنسان المسلم أن يراجع أهدافه وخططه وأولوياته ، لأنه بدون أهداف واضحة وخطط سليمة وأولويات مرتبة لا يمكن أن يستطيع أن ينظم وقته ؟ ويديره وإدارة جيدة.
2 ) احتفظ بخطة زمنية أو برنامج عمل :
الخطوة الثانية في إدارة وقتك بشكل جيد ، هي أن تقوم بعمل برنامج عمل زمني (مفكرة) لتحقيق أهدافك على المستوى القصير (سنة مثلاً ) توضح فيه الأعمال والمهام والمسئوليات التي سوف تنجزها ، وتواريخ بداية ونهاية انجازها ، ومواعيد الشخصية .....ألخ ، ويجب أن تراعي في مفكرتك الشخصية أن تكون منظمة بطريقة جيدة تستجيب لحاجاتك ومتطلباتك الخاصة ، وتعطيك بنظرة سريعة فكرة عامة عن الالتزامات طويلة المدى.
3 )ضع قائمة إنجاز يومية :
الخطوة الثالثة في إدارة وقتك بشكل جيد ، هي أن يكون لك يوميا قائمة إنجاز يومية تفرضها نفسها عليك كلما نسيت أو كسلت ، ويجب أن تراعي عند وضع قائمة إنجازك اليومي عدة نقاط أهمها :
• أجعل وضع القائمة اليومية جزءاً من حياتك .
• لا تبالغ في وضع أشياء كثيرة في قائمة الإنجاز اليومية .
• تذكر مبدأ بتاريتو لمساعدتك على الفعالية ( يشر مبدأ باريتو إلى أنك إذا حددت أهم نقطتين في عشر نقاط ، وقمت بإنجاز هاتين النقطتين فكأنك حققت 80% من أعمالك لذلك اليوم).
• أعط نفسك راحة في الإجازات وفي نهاية الأسبوع .
• كن مرنا فقائمة الإنجاز ليست أكثر من وسيلة لتحقيق الأهداف .
4) سد منافذ الهروب :
وهي المنافذ التي تهرب بواسطتها من مسؤولياتك التي خطط لإنجازها (وخاصة الصعبة والثقيلة) فتصرفك عنها ( مثل : الكسل والتردد والتأجيل والتسويف والترويح الزائد عن النفس ...ألخ) .
ويجب عليك أن تتذكر دائماً أن النجاح يرتبط أولاً بالتوكل على الله عز وجل ثم بمهاجمة المسؤوليات الثقليلة والصعبة عليك ، وأن الفشل يرتبط بالتسويف والتردد والهروب ؛ كما يجب عليك إذا ما أختلطت عليك الأولويات ووجدت نفسك تتهرب من بعض مسؤولياتك وتضيع وقتك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية :
أ) ما أفضل عمل يمكن أن أقوم به الآن ؟ أو ما أ فضل شيء أستغل فيه وقتي في هذه اللحظة؟
ب) ما النتائج المترتبة على الهروب من مسؤلياتي؟ وما المشاعر المترتبة على التسويف والتردد ؟ ( مثل : الضيق ، القلق ، خيبة الآمل ، الشعور بالذنب ...ألأخ ) ، والمشاعر المترتبة على الإنجاز ؟ ( مثل : الرضا ، والسعادة ، والراحة ، والنجاح ، والرغبة في مزيد من الانجاز.....) .
5) استغل الأوقات الهامشية :
والمقصود بها الأوقات الضائعة بين الإلتزامات وبين الأعمال ( مثل : استخدام السيارة ، الانتظار لدى الطبيب ، السفر ، انتظار الوجبات ، توقع الزوار) ، وهي تزيد كلما قل تنظيم الإنسان لوقته وحياته .
ويجب عليك أن تتآمل كيف تقضي دائماً وقتك ، ثم تحلله ، وتحدد مواقع الأوقات الهامشية ، وتضع خطة عملية للإستفادة منها قدر الإمكان ( مثل : ذكر الله عز وجل ، الاستماع إلى الأشرطة المفيدة ، والاسترخاء ، والنوم الخفيف ، ، والتأمل ، والقراءة ، والتفكير مراجعة حفظ القرآن ..ألخ) .
6) لا تستسلم للأمور العاجلة غير الضرورية :
لأنها تجعل الإنسان أداة في برامج الآخرين وأولياتهم (ما يرون أنه مهم وضروري) ، وتسلبه فاعليته ووقته (من أكبر مضيعات الوقت) ، ويتم ذلك (استسلام الإنسان للأمور العاجلة غير الضرورية ) عندما يضعف في تحديد أهدافه وأولوياته ، ويقل تنظيمه لنفسه وإدارته لذاته .
ولكي لا تقع ضحية لذلك فإنه يجب عليك – بعد تحديد أهدافك وأولياتك – تطبيق معايير (الضرورة ، والملائمة ، والفعالية) الواردة في التمارين القادمة على الأعمال والمهام والأنشطة التي تمارسها في حياتك

تمارين تطبيقية وتقويمية للجلسة :
تمرين ( 3 ) التعامل مع مضيعات الوقت :
أ) دون في الجدول التالي أهم ستة مضيعات (شخصية ، وخارجية) لوقتك؟
مضيعات وقت العمل (الشخصية ، والخارجية)
المضيعات الشخصية المضيعات الخارجية
1 ) 1 )
2 ) 2 )
3 ) 3 )
4 ) 4 )
5 ) 5 )
6) 6)

ب) حدد الآن أهم ثلاثة مضيعات (شخصية) في القائمة تأخذ الكثير من وقتك وتهدر الكثير من جهدك؟ ثم حدد ما تستطيع عمله أمامها؟
المضيعات الشخصية ما تستطيع أن تفعله حيالها
1 ) 1 )
2 ) 2 )
3 ) 3 )
ج) حدد الآن أهم ثلاثة مضيعات (خارجية) في القائمة تأخذ الكثير من وقتك وتهدر الكثير من جهدك؟ ثم حدد ما تستطيع عمله أمامها؟
المضيعات الخارجية ما تستطيع أن تفعله حيالها
1 ) 1 )
2 ) 2 )
3 ) 3 )
د) عندما تتخلص من المضيعات الأخرى (الشخصية ، والخارجية) التي دونتها في الخطوتين السابقة (ب) ، (ج) ، قم بتكرار تلك الخطوتين مع المضيعات (الشخصية ، والخارجية) الأخرى إلى أن تقضي على كافة مضيعات الوقت لديك .
تمرين (4) استغلال أوقات الذروة ( النشاط ) :



أ) ضع في الجدول التالي علامة ( ) أسفل الفترة المناسبة لوقت الذروة لديك في اليوم والليلة (يمكن تعديل وقت الفترة في حالة عدم المناسبة) ؟
الفترة الصباحية
7-11 فترة ما بعد الظهر
12.5-2 الفترة المسائية
7- 9 فترة أخرى

ب) دون في الجدول التالي أهم المهام والمسئوليات (الأعمال) التي يمكنك القيام بها في كل من أوقات الذروة وأوقات الخمول ؟
أعمال يمكنك القيام بها في أوقات الذروة أعمال يمكنك القيام بها في أوقات الخمول
1 )
2 )
3 )
4 )
5 )
6 )
7 )
8 )

9 )
10)



تمرين (5) إدارة المهام والأنشطة اليومية بفعالية :
1) ضع في الجدول التالي أهم عشرة أعمال أو مهام أو أنشطة تمارسها في اليوم والليلة .


م
العمل أو المهمة أو النشاط هل هو ضروري هل يمكن تفويضه للآخرين هل هناك طريقة أفضل
نعم لا نعم لا نعم لا
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
2) حدد هل تلك الأعمال أو المهام أو الأنشطة ضرورية أم لا ؟ ثم أبق الضرورية منها، وأوقف أو أحذف أو تخلص فوراً من الغير ضرورية (معيار الضرورة) .
3) حدد هل يمكن أن يقوم بتلك الأعمال أو المهام أو الأنشطة أحد غيرك(تفويض) أم لا ؟ ثم أبق ما لا يمكن أن يقوم به إلا أنت ، وأوقف أو أحذف أو تخلص فوراً بالتفويض من الأخرى التي يمكنك تفويضها (معيار الملائمة) .
4) حدد هل الطريقة أو الوسيلة التي تؤدي بها تلك الأعمال أو المهام أو الأنشطة هي الأسرع والأكثر فعالية أم لا ؟ ثم أستبدل الطرق والوسائل الأقل فاعلية ، وأبحث للأخرى عن طرق ووسائل أكثر سرعة وفعالية (معيار الفاعلية).


أهم المراجع :
1- كينان ، كيت (1995م) ، فن تنظيم وبرمجة الوقت – سلسلة الدليل الاداري ، ترجمة مركز التعريب والبرمجة ، الدار العربية للعلوم ، الطبعة الاولى ، لبنان .
2- ماير ، جفري (1997م) ، ادارة الوقت للمبتدئين ، ترجمة مكتبة جرير .
3- جيرسمان ، يوجين ، (د.ت) ، فن ادارة الوقت "كيف يدير الناجحين وقتهم" ، ترجمة بيت الافكار الدولية للنشر والتوزيع ، الرياض .
4- أليكساندر ، روي (1999م) ، اساسيات ادارة الوقت ، الجمعية الامريكية للادارة ، ترجمة مكتبة جرير ، الطبعة الاولى ، الرياض .
5- تيمب ، دايل (1991م) ، ادارة الوقت ، معهد الادارة العامة .
6- القعيد ، ابراهيم حمد (1422هـ) ، العادات العشر للشخصية الناجحة ، دار المعرفة للتنمية البشرية ، الرياض .


ابتكار الأفكار

كيفية ابتكار الأفكار

ابتكار الأفكار ليس حكراً على الخبراء أو الأذكياء، بل هو فن و علم يمكن تعلمه، والتدرب عليه، ومن ثم ممارسته بشكل تلقائي، وهذا الموضوع سيزودك بمفهوم وطرق ووسائل ابتكار الأفكار.

ما هو ابتكار الأفكار


ابتكار الأفكار هو عملية منظمة للحصول على الأفكار
ابتكار الأفكار طريقة عملية وعلمية نشأت في أواخر الثلاثينيات على يد العالم "ألكس أوسبورن" الذي كان يؤمن بأن النجاح يتطلب طريقة مبتكرة. هذه الطريقة تعمل وفق مبادئ أو قواعد بسيطة وهي :
1-الإنتقاد غير وارد: لا تنتقد الفكرة مهما كانت تافهة أو مستحيلة.
2- الإنطلاق بحرية مسموحة: كلما كانت الفكرة متهورة كان ذلك أفضل.
3-النوعية ضرورية: ازدياد عدد الأفكار يعني زيادة في أعداد الفائزين.
4-الدمج والتحسين ضروريان: إمكانية دمج الأفكار مع بعضها، أو تحسين بعضها.

التفكير خارج أنفسنا
استمد أوسبورن هذه التقنية من تقنية هندوسية قديمة، وتعني السؤال خارج الذات، وقد أسماها أوسبورن اسم "التثبيت الوظيفي"، ومعنى ذلك أن العقل يعمل تحت سيطرة الأنماط العقلية، فيميل العقل إلى تفكير محدد، ويولد افتراضات يستحيل التفكير بدونها، ومع أن ميل العقل هذا مقيد في إنجازنا للأشياء؛ إلا أنه يعيقنا عن استنباط أفكار جديدة لأن العقل يريد الثبات على ميوله، وعندما نريد ابتكار أفكار جديدة علينا التفكير عمداً خارج هذه الميول.
الدورتان:
هناك دورتان من التفكير:
1-التفكير العملياتي: يشمل الطرق الروتينية والإجراءات والقواعد والحلول المعروفة، والأفكار المتكررة.
2-التفكير الإبداعي: يشمل الإستكشاف، وتطوير الأفكار وتوليد الحلول غير المسبوقة، ومع أنه محفوف بالمخاطر إلا أن ابتكار الأفكار يساعد في إدارة الخطر.
إذاً ابتكار الأفكار، هو الخروج من التفكير العملياتي إلى التفكير الإبداعي.

مرحلتا التفكير
أطلق أوسبورن مصطلح (التخيل المنظم)، ويعني به ابتكار الأفكار، والتخيل هو توليد الأفكار مع الحكم عليها، ويمكن أن نصنف عملية ابتكار الأفكار إلى مرحلتين:
1-مرحلة التخيل أو الإدراك؛ بحيث تلائم الفكرة نمطاً عقلياً موجوداً من قبل.
2-مرحلة الحكم: وهي مرحلة تالية للتخيل تعتمد على الإستنباط والتقويم، ومن الخطأ أن نلجأ إلى هذه المرحلة للحكم على الأفكار المبتكرة، بل لا بد من مرورها بمرحلة التخيل والإدراك، ومن ثم نقرر الحكم عليها.
ابتكار الأفكار: هو طريقة لتطوير مهارات تفكير مرحلة التخيل، فامتلاك الفكرة يعني رؤية الحقيقة بطريقة مختلفة.

التفكير الترابطي
تعتبر حلقة ابتكار الأفكار رحلة اكتشاف بعد عن التفكير العملياتي (الروتيني)، غير أن هذه الرحلة تتطلب نوعاً خاصاً من التفكير، فالمزيد من حرية التفكير تسفر عن المزيد في العثور على أشياء جديدة؛ لذا لا بد أن تشمل المرحلة الأولى:
أولاً: التفكير المتباعد: وهو توسع الآفاق من خلال طرح الإفتراضات وتجاوز حدود المعقول، وإطلاق عنان العقل ليبحر في بحورعديدة من التفكير.
ثانياً: التفكير التقاربي: وهو الحكم على الأفكار الموجودة وتطويرها باستعمال المنطق والقياس والتحليل والمقارنة، والهدف هو إنجاز الشيء.
كلما أجرينا روابط بين الأفكار ازدادت فرصة عثورنا على أفكار جديدة، يقول توماس ديشن: " الإبداع هو القدرة على رؤية العلاقات حيث لا يوجد أي منها".

متى تحتاج إلى حلقة ابتكار الأفكار

إن الهدف من ابتكار الأفكار هو الحصول على أفكار جديدة، فهو أسلوب ليس لمعالجة محنة أو حالة طوارئ تستلزم حلاً فورياً، وليس يجدي في تقويم الأشياء التي يمكن حلها بنظام إصلاحي، أيضاً يعتبر ابتكار الأفكار غير ملائم في تنفيذ المخططات؛ لأن ذلك يعتمد على جودة مخططك وهذه الأمور الثلاثة السابقة يمكن أن تصنف ضمن المشاكل العملياتية والتي تتطلب حلولاً عملياتة من خلال التفكير العملياتي، أما التفكير الإبداعي فيعنى بالتحديات غير الموجودة أو الشاملة وإيجاد الحلول غير المسبوقة .
إن التركيز في التفكير على النتائج يؤدي إلى تدمير الفكرة قبل إعطائها فرصة التطور والظهور، أما التركيز في التفكير على الحلول؛ فإن ذلك يساعد على تفجير الذهن وابتكار أفكار جديدة.

تصميم الحلقة (حلقة التفكير)
عند تصميم حلقة ابتكار الأفكار يتطلب ثلاثة أمور رئيسة :
1-الفريق:العدد الأمثل لحلقة الابتكار ما بين ثمانية إلى اثني عشر شخصاً، لا بد أن يكون الفريق مزيجاً من المشاركين مختلفي الخبرة والتخصصات، ويتكون الفريق من ثلاثة أدوار، وهي: رئيس الحلقة، الزبون، المفكرين.

2-تحديد المهمة

من هو صاحب المشكلة؟
لا بد من تحديد صاحب للمشكلة، إذ غالباً المشكلة التي ليس لها صاحب ليس لها حل، ومن الضروري أن يكون لدى صاحب المشكلة الرغبة في التفكير في كل الإحتمالات.

معروض أو مركب:
تصنف المشاكل إلى فئتين:
مشاكل معروضة : تحدث لنا، ولا نستطيع التحكم فيها، ويمكن اعتبارها عوائق في طريقنا.
مشاكل مركبة : وهي تحديات نضعها بأنفسنا، ونطلق عليها مشاكل.
تعمل طريقة ابتكار الأفكار على المشاكل المركبة بصورة فعالة .

تحويل المشكلة
ونقصد بها فتح المشكلة من أكثر من جانب من خلال إنشاء عدد من الإحتمالات التي تساهم في ابتكار الأفكار الملائمة للمشكلة.

تحرير هيكلية المشكلة :
تصنف المشكلة حسب هيكليتها إلى فئتين؛ فهي إما أن تكون حسنة الهيكلية وتمتاز بوضوح في الشروط الأساسية والأهداف ووسائل التنفيذ.
وإما أن تكون سيئة الهيكلية؛ فتمتاز بعدم وضوح الشروط والأهداف والوسائل. ويجدي معها حلقات ابتكار الأفكار.

المهمة كما هي:
اطلب من صاحب المشكلة أن يقدم وصفاً واقعياً للمشكلة.

3- وضع جدول مواعيد
عادة تكون حلقة ابتكار الأفكار لا تتجاوز 45 دقيقة؛ وذلك لأن مستويات الطاقة ( توليد الأفكار) مرتفعة في الحلقة القصيرة.

تنقسم الحلقة إلى ثلاثة أجزاء:
- استكشاف المشكلة كما يقترحها صاحب المشكلة أو المهمة.
- توليد الأفكار يولد الفريق أفكار لمعالجة المهمة.
- تطوير الحل: يقيّم الفريق نقاط القوة والضعف في الأفكار المطروحة.

مراحل الإجراء:يرتبط نجاح أي حلقة ابتكار للأفكار بالحدس والتصميم الدقيق.

تحديد الأهداف:
تساعد عملية تحديد الأهداف والمواعيد النهائية من حلقة ابتكار الأفكار على حسن أداء فريق الحلقة.

الفصل بين ابتكار الأفكار الفردي والجماعي:الفكرة هي منتج عقلي فردي، والتفكير الفردي هو الأفضل لتوليد الأفكار، بينما التفكير الجماعي هو الأفضل لاعتماد الفكرة، ومن ثم يقوم التفكير الجماعي من خلال تنشيط الأفكار أو دمجها أو تطويرها أو تحسينها أو تعديلها.

المسرح والمعدات:لا بد من تهيئة بيئة الحلقة الإبتكارية للأفكار؛ لأن ذلك سيؤثر على نتاجها من حيث حجم ونوعية المكان ووسائل الراحة والأمن، ونوعية الأدوات والمعدات المستخدمة في حلقة ابتكار الأفكار.

استكشاف المشكلة
المشكلة المفهومة جيداً شبه محلولة، بينما موضوعنا يتعلق بالمشاكل غير المفهومة، والتي تحتاج إلى استكشاف حلول لها، والذي يمر عبر مراحل هي :
1- العثور على جزء أو شكل المشكلة الملائم للعلاج المبدع.
2- استماع فريق الحلقة إلى المهمة أو المشكلة كما هي.
3- حكم الفريق شكل المهمة وملاءمتها للتفكير الإبداعي.

الاستماع الإبداعي
تكمن مهمة الفريق الأولى في الاستماع لصاحب المشكلة أو المهمة وتحديدها بشكل ملائم.
يبلغ معدل التحدث النموذجي بين 150-200 كلمة في الدقيقة، بينما العقل قادر على معالجة 800 –1000 كلمة في الدقيقة، والدليل على ذلك أننا أثناء الاستماع إلى المتحدث يخطر على بالنا الكثير من الأفكار، فنحن في الواقع قد نجري حديثين: داخلي، وخارجي، وغالباً نصغي للحديث الداخلي، وتسمى هذه العملية "أحلام اليقظة". في الواقع عندما نترك فرصة للعقل سوف يبدع في ابتكار الأفكار غير المسبوقة.

تحليل المشكلة
عند تجزئة المشكلة إلى أقسام متعددة يسهل حلها، ومعالجة كل قسم من أقسام المشكلة على حدة.

المنظور المتبادل:يميل المنظور المتبادل بالسؤال للأمام والسؤال إلى الوراء، والسؤال المتجه للأمام: ما الذي يجب فعله لإنجاز مهمة أو تجاوز مشكلة؟
أما السؤال للوراء: ما هي المشكلة التي تحلها؟
وبالسؤال في الإتجاهين للأمام والخلف نحصل على العديد من المعلومات الأكثر ملاءمة في المعالجة الإبداعية.

توليد الأفكار
في هذه المرحلة الإبداعية نهدف إلى العثور على حلول ممكنة للمشكلة، إضافة إلى اكتشاف أفكار لمعالجة المهمة يطلق عليها اسم بيانات " ماذا عن" ، إضافة إلى اختيار الأفكار الملائمة وتطويرها لكي تكون حلولاً ممكنة.

ماذا عن..؟/
لا بد أن يكون توليد الأفكار ممتعاً، لذا شجع الجنون والخيال في توليد الأفكار مع تركيز الجميع على بيانات " ماذا عن..؟ " سجل هذه الأفكار، وركز على الساذجة منها، اجعل فريق التفكير يبقى في حركة دائمة أثناء حلقة ابتكار الأفكار.
طرق وتقنيات توليد الأفكار " ماذا عن..؟"/
1- التفكير الاستعاري: يساعدنا في رؤية الحقيقة بنشاط أكثر، والتفكير الاستعاري أو المجازي يصف شيئاً ما بكلمات شيء آخر؛ لتظهر التشابهات ومقارنتها بطرق أكثر خيالية، ومن خلال ذلك تنشأ أفكار جديدة بشأن مشكلة ما.

2- لعبة التشابه: اختر أحد عوامل المشكلة، واختر عشوائياً فعلاً ما مثل اتباع حمية غذائية، ثم حاول تطوير التشابه وتجنب المنطق في تلك التشابهات، ولا تتوقف مهما بدا لك أنه لا يوجد ارتباط بين النشاطين.

3- التصور:
مهارة التصور مفقودة عند العديد من الناس مع أنها تُغْني عن ألوف الكلمات، وهي نوع من أحلام اليقظة المتعمدة وقد توحي بالعديد من الأفكار الجديدة إذا أعطيناها الفرصة المناسبة.
فالتصور عملية نفسية قوية تستعمل غالباً كعلاج أو لتخفيف بعض المصاعب.

4- تقنيات المطابقة: تصور نفسك في وضع آخر وتؤدي دور مطابقة لشخص آخر بمعنى طابق أسلوب وتصرُّف شخص له مكانة علمية أو اجتماعية أين كانت في مواجهة المشكلة التي تمر بك الآن، وأتقن دورك.

5- تقنيات القلب:
هذه التقنية وغيرها هي محاولة لمواجهة عناصر الإقناع الخفية المسيطرة على أفكارنا دون أن ندرك ذلك، فهذه التقنية هي قلب الوجهة من الداخل إلى الخارج، من الأمام إلى الخلف. وهكذا، فمن خلال هذه التقنية وأخواتها نحاول كسر القواعد والمفاهيم التي تحكم تفكيرنا وتسيطر عليه بجعل التفكير على اتجاه واحد.

مواجهة المفهوم
المفاهيم هي الأفكار المسيطرة والتي تحدد نظرتنا إلى الأمور وتنظيمها، فعليك أولاً أن تحدد المفاهيم الكامنة وراء تفكيرك على أن يحتوي كل مفهوم على فكرة واحدة، فهذا يساعدك في تحديد مفاهيمك بوضوح.

الإستحالات المتوسطة:
وهذه التقنية هي نوع من القلب، ولكننا هنا نقلب عنصراً واحداً فقط من عناصر المهمة، فيؤدي ذلك إلى تشويه المهمة ومن ثم تحفز التفكير لحل جديد ومقبول.

اختيار الأفكار
تخضع عملية اختيار الأفكار لعدة تقنيات تساعدنا في اختيار الفكرة الملائمة، ولا مانع من إشراك صاحب المهمة أو المشكلة في هذه المرحلة، فقد يكون لديه أفكار جديدة وجذابة ومن هذه التقنيات:
1- الحكم الحدسي: فيمكن استعمال الحدس عندما تكون الأفكار مشوشة أو صعبة التحديد، ولكن قبل ذلك تحقق من استجابة حدسك من خلال :
أ- التجديد
ب- الجاذبية
ج- الملاءمة
قد يكون الحكم الحدسي خاطئاً ولكن ليس ذلك الدوام.

2- الجمع: يتيح التفكير بهذه الطريقة استراتيجية أكثر بشأن الأفكار، فإن جمع الأفكار يمنحنا فرصة لإنشاء حل متكامل مترابط بالنظام .
3- التصنيف والتقييم: تعتبر هذه الطريقة أقل حدساً من التقنيات السابقة، فهذه التقنية يمكن استعمالها عند تشابه الأفكار وقابليتها للمقارنة بوضوح، فعلى ضوء هذه التقنية تصنف وترتب الأفكار وفق معايير محددة، وهي طريقة منطقية تعتمد على أسس ومعايير للإختيار بين مجموعة من الأفكار.
4- التصويت: تمتزج هذه الطريقة بين الإختيار الحدسي والصريح، فيصوت الفريق على الأفكار في ضوء المشاركة والالتزام والديمقراطية من قبل أعضاء الفريق، فقد يصوت لفكرة لا, لأنها جيدة ولكن لكونها مقبولة من أعضاء الفريق، ويعتبر التصويت حلاً عندما تصل الأمور إلى طرق مسدودة.

تطوير الحل
في هذه المرحلة تهدف إلى تطوير الحل المختار إلى اقتراح عملي .

تقييم الحل: يمكننا تقييم الحل عبر عدة طرق ومنها:
1- تحليل الجوانب الإيجابية والسلبية والمثيرة: وهي من أسهل طرق التقييم في فحص الجوانب المختلفة للفكرة المختارة، لذا نميل أولاً إلى تحديد جوانب القوة في هذه الفكرة ومن ثم نحدد جوانب الضعف أو المشكوك فيها لهذه الفكرة، ومن ثم نحدد الجوانب المفيدة إيجاباً أو سلباً على الآخرين.

الودعاء والرعاة
علينا أن نحدد من هم الذين سوف يتأثرون بالفكرة وما هي ردود أفعالهم، لذا حدد المحركين الأساسيين لتنفيذ فكرة، ما حتى تحدد مدى نجاح هذه الفكرة أم لا؟.

تحليل قوة الميدان
الواقع أن تنفيذ فكرة جديدة يغير توازن القوى ويهدد استقرار النظام، وهذا من أهم الأسباب التي تدفع الناس لمقاومة التغيير . لذا عند رغبتنا في إحداث التغيير أو تطبيق فكرة ما يجب علينا أن نقضي أو نخفف من القوى المقاومة للتغيير عبر الخطوات التالية:
1- حدد التغيير الذي تريده بصورة دقيقة، وما هو أثره على المجموعة.
2- ابحث عن الإستياءات المشتركة التي يطالها التغيير، وما هي تصورات المجموعة عند التغيير.
3- فكر في التكاليف الإقتصادية, النفسية والمعارضة السياسية على أنها قوى مفيدة للتغيير.
4- فكر في كل واحدة من القوى المقيدة باستعمال نمط (كيف)، ضع مخططاً عملياً بهدف التخفيف أو القضاء على كل قوة مفيدة.

تعيين الراعي
هناك ثلاثة عناصر رئيسة لإنجاز التغيير وهي :
1- السلطة
2- الموارد
3- القدرة على إنجاز التغيير

الراعي الأمثل: وهو الشخص الذي يقدم أكبر مساعدة في تنفيذ الفكرة أو المخطط وقد يكون هذا الراعي فرداً أو منظمة.

عوامل التأثير لإيصال فكرتك إلى الراعي:
1- التكاليف: مدى كلفة هذه الفكرة من جميع الجوانب.
2- المساعدة: دور الراعي المساعد في تطبيق الفكرة.
3- الإبتكار: مدى حداثة الفكرة ومبادرات جديدة.
4- المقام: أهميتها للراعي.
5- السلامة: مدى احتمال المخاطر فيها.

وضع مخطط عمل
لا يمكن أن ينجح أي عمل بدون تخطيط ووضع أهداف واضحة للجميع وتحديد الخطوات الكبرى والموارد اللازمة لتنفيذه .

تحليل الوقاية من الإخفاق
إن تحديد المخاطر التي قد تشوب أي مخطط يتيح لنا فرصة للنجاح والإستقرار عندما تخرج الأمور عن مسارها الطبيعي، ويشمل تحليل الوقاية من الإخفاق أربع مراحل وهي:
1- حدد المساحات الهشة والضعيفة والإخفاقات الممكنة في التنفيذ.
2- حدد مرتبة كل إخفاق ممكن ودرجة الخطورة فيه.
3- ابحث أسباب الإخفاقات المحتملة وضع حلولاً لها.
4- حدد الأفعال الوقائية في حالة حدوث أحد هذه الإخفاقات.
وهذه الأفعال الوقائية قد تخفف من الإخفاق وليس إلى الحؤول دون الإخفاق.

اتخاذ الخطوة الأولى
تكمن المهمة الأخيرة للفريق في تحديد الخطوة الأولى، ومن سيقوم بها؟ ومتى سيقوم بها؟ تأكد من أن فريق العمل يفهم كل مسؤولياته المناطة به مع إمكانية الإتصال بينهم بسهولة، مع أهمية وجود شخص مسؤول عن متابعة تطبيق الفكرة أو المخطط.

استعمل الطُّعم المناسب غير حياتك

استعمل الطُّعم المناسب !!

الناس بطبيعتهم يتفقون في أشياء كلهم يحبونها ويفرحون بها ..
ويتفقون في أشياء أخرى كلهم يكرهونها ..
ويختلفون في أشياء منهم من يفرح بها .. ومنهم من يستثقلها ..

فكل الناس يحبون التبسم في وجوههم .. ويكرهون العبوس والكآبة ..
لكنهم إلى جانب ذلك .. منهم من يحب المرح والمزاح .. ومنهم من يستثقله ..
منهم من يحب أن يزوره الناس ويدعونه .. ومنهم الانطوائي ..
ومنهم من يحب الأحاديث وكثرة الكلام .. ومنهم من يبغض ذلك ..
وكل واحد في الغالب يرتاح لمن وافق طباعه .. فلماذا لا توافق طباع الجميع عند مجالستهم .. وتعامل كل واحد بما يصلح له ليرتاح إليك ؟

ذكروا أن رجلاً رأى صقراً يطير بجانب غراب !! فعجب .. كيف يطير ملك الطيور مع غراب !! فجزم أن بينهما شيئاً مشتركاً جعلهما يتوافقان ..
فجعل يتبعهما ببصره .. حتى تعبا من الطيران فحطا على الأرض فإذا كلهما أعرج !!
فإذا علم الولد أن أباه يؤثر السكوت ولا يحب كثرة الكلام .. فليتعامل معه بمثل ذلك ليحبه ويأنس بقربه ..

وإذا علمت الزوجة أن زوجها يحب المزاح .. فلتمازحه .. فإن علمت أنه ضد ذلك فلتتجنب ..
وقل مثل ذلك عند تعامل الشخص مع زملائه .. أو جيرانه .. أو إخوانه ..

لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم
طبائع لست تحصيهن ألوان

أذكر أن عجوزاً صالحة – وهي أم لأحد الأصدقاء – كانت تمدح أحد أولادها كثيراً .. وترتاح إذا زارها أو تحدث معها .. مع أن بقية أولادها يبرون بها ويحسنون إليها .. لكن قلبها مقبل على ذاك الولد ..
كنت أبحث عن السرّ .. حتى جلست معه مرة فسألته عن ذلك .. فقال لي : المشكلة أن إخواني لا يعرفون طبيعة أمي .. فإذا جلسوا معها صاروا عليها ثقلاء ..
فقلت له مداعباً : وهل اكتشف معاليكم طبيعتها ..!!
ضحك صاحبي وقال : نعم .. سأخبرك بالسرّ ..
أمي كبقية العجائز .. تحب الحديث حول النساء وأخبار من تزوجت وطلقت .. وكم عدد أبناء فلانة .. وأيهم أكبر .. ومتى تزوج فلان فلانة ؟ وما اسم أول أولادهما ..
إلى غير ذلك من الأحاديث التي أعتبرها أنا غير مفيدة .. لكنها تجد سعادتها في تكرارها .. وتشعر بقيمة المعلومات التي تذكرها .. لأننا لن نقرأها في كتاب ولن نسمعها في شريط .. ولا تجدها – قطعاً – في شبكة الإنترنت !!
فتشعر أمي وأنا أسألها عنها أنها تأتي بما لم يأت به الأولون .. فتفرح وتنبسط .. فإذا جالستها حركت فيها هذه المواضيع فابتهجت .. ومضى الوقت وهي تتحدث ..
وإخواني لا يتحملون سماع هذه الأخبار .. فيشغلونها بأخبار لا تهمها .. وبالتالي تستثقل مجلسهم .. وتفرح بي !!
هذا كل ما هنالك ..

نعم أنت إذا عرفت طبيعة من أمامك .. وماذا يحب وماذا يكره .. استطعت أن تأسر قلبه ..

ومن تأمل في تعامل النبي (صلى الله عليه وسلم ) .. مع الناس وجد أنه كان يعامل مع كل شخص بما يتناسب مع طبيعته ..
في تعامله مع زوجاته كان يعامل كل واحدة بالأسلوب الذي يصلح لها ..
عائشة كانت شخصيتها انفتاحية .. فكان يمزح معها .. ويلاطفها ..
ذهبت معه مرة في سفر .. فلما قفلوا راجعين واقتربوا من المدينة .. قال (صلى الله عليه وسلم ) للناس :
تقدموا عنا ..
فتقدم الناس عنه .. حتى بقي مع عائشة ..
وكانت جارية حديثة السن .. نشيطة البدن ..
فالتفت إليها ثم قال : تعاليْ حتى أسابقك .. فسابقته .. وركضت وركضت .. حتى سبقته ..
وبعدها بزمان .. خرجت معه (صلى الله عليه وسلم ) في سفر ..
بعدما كبرت وسمنت .. وحملت اللحم وبدنت ..
فقال (صلى الله عليه وسلم ) للناس : تقدموا .. فتقدموا ..
ثم قال لعائشة : تعاليْ حتى أسابقك .. فسابقته .. فسبقها ..
فلما رأى ذلك ..
جعل يضحك ويضرب بين كتفيها .. ويقول : هذه بتلك .. هذه بتلك ..
بينما كان يتعامل مع خديجة تعاملاً آخر .. فقد كانت تكبره في السن بخمس عشرة سنة ..
حتى مع أصحابه .. كان يراعي ذلك .. فلم يلبس أبا هريرة عباءة خالد .. ولم يعامل أبا بكر كما يعامل طلحة ..
وكان يتعامل مع عمر تعاملاً خاصاً .. ويسند إليه أشياء لا يسندها إلى غيره ..

انظر إليه (صلى الله عليه وسلم ) وقد خرج مع أصحابه إلى بدر ..
فلما سمع بخروج قريش .. عرف أن رجالاً من قريش سيحضرون إلى ساحة المعركة كرهاً .. ولن يقع منهم قتال على المسلمين ..
فقام (صلى الله عليه وسلم ) في أصحابه وقال : إني قد عرفت رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً .. لا حاجة لهم بقتالنا ..
فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله ..
ومن لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله ..
ومن لقي العباس بن عبد المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فلا يقتله .. فإنه إنما خرج مستكرهاً ..
وقيل إن العباس كان مسلماً يكتم إسلامه .. وينقل أخبار قريش إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) .. فلم يحب النبي (صلى الله عليه وسلم ) أن يقتله المسلمون .. ولم يحب كذلك أن يظهر أمر إسلامه ..
كانت هذه المعركة أول معركة تقوم بين الفريقين .. المسلمين وكفار قريش ..
وكانت نفوس المسلمين مشدودة .. فهم لم يستعدوا لقتال .. وسيقاتلون أقرباء وأبناء وآباء ..
وهذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يمنعهم من قتل البعض ..
وكان عتبة بن ربيعة من كبار كفار قريش .. ومن قادة الحرب ..
وكان ابنه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة .. مع المسلمين .. فلم يصبر أبو حذيفة .. بل قال :
أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس !! والله لئن لقيته لألحمنه بالسيف ..
فبلغت كلمته رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) .. فالتفت النبي عليه الصلاة والسلام .. فإذا حوله أكثر من ثلاثمائة بطل ..
فوجه نظره فوراً إلى عمر .. ولم يلتفت إلى غيره .. وقال :
يا أبا حفص .. أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف ؟!
قال عمر : والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بأبي حفص ..
وكان عمر رهن إشارة النبي (صلى الله عليه وسلم ) .. ويعلم أنهم في ساحة قتال لا مجال فيها للتساهل في التعامل مع من يخالف أمر القائد .. أو يعترض أمام الجيش ..
فاختار عمر حلاً صارماً فقال : يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف ..
فمنعه النبي (صلى الله عليه وسلم ) .. ورأى أن هذا التهديد كاف في تهدئة الوضع ..
كان أبو حذيفة (رضي الله عنه) رجلاً صالحاً .. فكان بعدها يقول : ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ .. ولا أزال منها خائفاً إلا أن تكفرها عني الشهادة .. فقتل يوم اليمامة شهيداً (رصي الله عنه ) ..
هذا عمر .. كان (صلى الله عليه وسلم ) يعلم بنوع الأعمال التي يسندها إليه .. فليس الأمر متعلقاً بجمع صدقات .. ولا بإصلاح متخاصمين .. ولا بتعليم جاهل .. وإنما هم في ساحة قتال فكانت الحاجة إلى الرجل الحازم المهيب أكثر منها إلى غيره .. لذا اختار عمر .. واستثاره : أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف ؟!

وفي موقف آخر ..
يقبل النبي (صلى الله عليه وسلم ) على خيبر .. ويقاتل أهلها قتالاً يسيراً ..
ثم يصالحهم ويدخلها .. واشترط عليهم أن لا يكتموا شيئاً من الأموال .. ولا يغيبوا شيئاً .. ولا يخبئوا ذهباً ولا فضة .. بل يظهرون ذلك كله ويحكم فيه ..
وتوعدهم إن كتموا شيئاً أن لا ذمة لهم ولا عهد ..
وكان حيي بن أخطب من رؤوسهم .. وكان جاء من المدينة بجلد تيس مدبوغ ومخيط ووملوء ذهباً وحلياً .. وقد مات حيي وترك المال .. فخبئوه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ..
فقال (صلى الله عليه وسلم ) لعم حيي بن أخطب : ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير ؟ أي الجلد المملوء ذهباً ..
فقال : أذهبته النفقات والحروب ..
فتفكر (صلى الله عليه وسلم ) في الجواب .. فإذا موت حيي قريب والمال كثير .. ولم تقع حروب قريبة تضطرهم إلى إنفاقه ..
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : العهد قريب .. والمال أكثر من ذلك ..
فقال اليهودي : المال والحلي قد ذهب كله ..
فعلم النبي (صلى الله عليه وسلم ) أنه يكذب .. فنظر (صلى الله عليه وسلم ) إلى أصحابه فإذا هم كثير بين يديه .. وكلهم رهن إشارته ..
فالتفت إلى الزبير بن العوام وقال : يا زبير .. مُسَّه بعذاب ..
فأقبل إليه الزبير متوقداً ..
فانتفض اليهودي .. وعلم أن الأمر جد .. فقال : قد رأيت حُيياً يطوف في خربة ها هنا .. وأشار إلى بيت قديم خراب .. فذهبوا فطافوا فوجدوا المال مخبئاً في الخربة ..
هذا في حاله (صلى الله عليه وسلم ) مع الزبير .. يعطي القوس باريها ..
وكان الصحابة يتعامل بعضهم مع بعض على هذا الأساس ..
لما مرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) مرض الموت .. واشتد عليه الوجع .. لم يستطع القيام ليصلي بالناس ..
فقال وهو على فراشه : مروا أبا بكر فليصل بالناس ..
وكان أبو بكر رجلاً رقيقاً .. وهو صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في حياته وبعد مماته .. وهو صديقه في الجاهلية والإسلام .. وهو أبو زوجة النبي (صلى الله عليه وسلم ) عائشة .. وهو .. وكان يحمل في صدره جبلاً من حزن بسبب مرض النبي (صلى الله عليه وسلم ) ..
فلما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم ) أن يبلغوا أبا بكر ليصلي بالناس ..
قال بعض الحاضرين عند النبي (صلى الله عليه وسلم ) : إن أبا بكر رجل أسيف .. أي رقيق .. إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس .. أي من شدة التأثر والبكاء ..
وكان النبي (صلى الله عليه وسلم ) يعلم ذلك عن أبي بكر .. أنه رجل رقيق يغلبه البكاء .. خاصة في هذا الموطن ..
لكنه (صلى الله عليه وسلم ) كان يشير إلى أحقية أبي بكر بالخلافة من بعده .. يعني : إذا أنا غير موجود فأبو بكر يتولى المسئولية ..
فأعاد (صلى الله عليه وسلم ) الأمر : مروا أبا بكر فليصل بالناس .. حتى صلى أبو بكر ..
ومع رقة أبي بكر .. إلا أنه كان ذا هيبة .. وله حدة غضب أحياناً تكسوه جلالاً ..
وكان رفيق دربه عمر (رضي الله عنه ) يراعي ذلك منه ..
انظر إليهم جميعاً .. وقد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة .. بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم ) .. ليتفقوا على خليفة ..
اجتمع المهاجرون والأنصار .. وانطلق عمر إلى أبي بكر واصطحبا إلى السقيفة ..
قال عمر : فأتيناهم في سقيفة بني ساعدة .. فلما جلسنا تشهد خطيب الأنصار .. وأثنى على الله بما هو له أهل ثم قال :
أما بعد فنحن أنصار الله .. وكتيبة الإسلام .. وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا .. وقد دفت دافة من قومكم وإذا هم يريدون أن يحتازونا من أصلنا .. ويغصبونا الأمر ..
فلما سكت أردت أن أتكلم ، وقد زورت في نفسي مقالة قد أعجبتني ، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر .. وكنت أداري منه بعض الحِدّة ..
فقال أبو بكر : على رسلك يا عمر ..
فكرهت أن أغضبه ..
فتكلم وهو كان أعلم مني وأوقر .. فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته .. أو قال مثلها .. أو أفضل منها حتى سَكَتَ ..
قال أبو بكر : أما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل .. ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش .. هم أوسط العرب نسباً وداراً .. وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم ..
وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا ..
ولم أكره شيئا مما قاله غيرها .. كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقرّبني ذلك إلى إثم .. أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر ..
سكت الناس ..
فقال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكك .. وعذيقها المرجب .. منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ..
قال عمر : فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف ..
فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته ، ثم بايعه المهاجرون ، ثم بايعه الأنصار ..
نعم .. كل واحد من الناس له مفتاح تستطيع به فتح أبواب قلبه .. وكسب محبته والتأثير عليه ..

وهذا تلاحظه في حياة الناس .. أفلم تسمع زملاء عملك يوماً يقولون : المدير .. مفتاحه فلان .. إذا أردتم شيئاً فاجعلوا فلاناً يطلبه لكم .. أو يقنع المدير به ..
فلماذا لا تجعل مهاراتك مفاتيح لقلوب الناس .. فتكون رأساً لا ذيلاً ..
نعم كن متميزاً .. وابحث عن مفتاح قلب أمك وأبيك وزوجتك وولدك ..
اعرف مفتاح قلب مديرك في العمل .. زملائك ..
ومعرفة هذه المفاتيح تفيدنا حتى في جعلهم يتقبلون النصح الذي يصدر منا لهم .. إذا أحسنا تقديم هذا النصح بأسلوب مناسب ..
فهم ليسوا سواء في طريقة النصح .. بل حتى في إنكار الخطأ إذا وقع منهم ..

وانظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وقد جلس يوماً في مجلسه المبارك يحدث أصحابه ..
فبينما هم على ذلك .. فإذا برجل يدخل إلى المسجد .. يتلفت يميناً ويساراً .. فبدل أن يأتي ويجلس في حلقة النبي (صلى الله عليه وسلم ) .. توجه إلى زاوية من زوايا المسجد .. ثم جعل يحرك إزاره !!
عجباً !! ماذا سيفعل ؟!
رفع طرف إزاره من الأمام ثم جلس بكل هدوء .. يبول ..!!
عجب الصحابة .. وثاروا .. يبول في المسجد !!
وجعلوا يتقافزون ليتوجهوا إليه .. والنبي (صلى الله عليه وسلم ) يهدئهم .. ويسكن غضبهم .. ويردد : لا تزرموه .. لا تعجلوا عليه .. لا تقطعوا عليه بوله ..
والصحابة يلتفتون إليه .. وهو لعله لم يدر عنهم .. لا يزال يبول ..
والنبي (صلى الله عليه وسلم ) يرى هذا المنظر .. بول في المسجد .. ويهدئ أصحابه !!
آآآه مااااا أحلمه !!
حتى إذا انتهى الأعرابي من بوله .. وقام يشد على وسطه إزاره .. دعاه النبي (صلى الله عليه وسلم ) بكل رفق ..
أقبل يمشي حتى إذا وقف بين يديه .. قال له (صلى الله عليه وسلم ) بكل رفق :
إن هذه المساجد لم تبن لهذا .. إنما بنيت للصلاة وقراءة القرآن ..
انتهى .. نصيحة باختصار ..
فَهِم الرجل ذلك ومضى ..
فلما جاء وقت الصلاة أقبل ذاك الأعرابي وصلى معهم ..
كبر النبي (صلى الله عليه وسلم ) بأصحابه مصلياً .. فقرأ ثم ركع .. فلما رفع (صلى الله عليه وسلم ) من ركوعه قال : سمع الله لمن حمده ..
فقال المأمومون : ربنا ولك الحمد .. إلا هذا الرجل قالها وزاد بعدها : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً !!
وسمعه النبي (صلى الله عليه وسلم ) .. فلما انتهت الصلاة .. التفت (صلى الله عليه وسلم ) إليهم وسألهم عن القائل .. فأشاروا إليه ..
فناداه النبي (صلى الله عليه وسلم ) فلما وقف بين يديه فإذا هو الأعرابي نفسه .. وقد تمكن حب النبي (صلى الله عليه وسلم ) من قلبه حتى ود لو أن الرحمة تصيبهما دون غيرهما ..
فقال له (صلى الله عليه وسلم ) معلماً : لقد تحجرت واسعاً !! أي إن رحمة الله تعالى تسعنا جميعاً وتسع الناس .. فلا تضيقها علي وعليك ..
فانظر كيف ملك عليه قلبه .. لأنه عرف كيف يتصرف معه .. فهو أعرابي أقبل من باديته .. لم يبلغ من العلم رتبة أبي بكر وعمر .. ولا معاذ وعمار .. فلا يؤاخذ كغيره ..
وإن شئت فانظر أيضاً إلى معاوية بن الحكم (رضي الله عنه) .. كان من عامة الصحابة .. لم يكن يسكن المدينة .. ولم يكن مجالساً للنبي عليه الصلاة والسلام ..
وإنما كان له غنم في الصحراء يتتبع بها الخضراء ..
أقبل معاوية يوماً إلى المدينة فدخل المسجد .. وجلس إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه .. فسمعه يتكلم عن العطاس .. وكان مما علم أصحابه أن إذا سمع المسلم أخاه عطس فحمد الله فإنه يقول له : يرحمك الله ..
حفظها معاوية .. وذهب بها ..
وبعد أيام جاء إلى المدينة في حاجة .. فدخل المسجد فإذا النبي عليه الصلاة والسلام يصلي بأصحابه .. فدخل معهم في الصلاة ..
فبينما هم على ذلك إذ عطس رجل من المصلين ..
فما كاد يحمد الله .. حتى تذكر معاوية أنه تعلم أن المسلم إذا عطس فقال الحمد لله .. فإن أخاه يقول له يرحمك الله ..
فبادر معاوية العاطس قائلاً بصوت عالٍ : يرحمك الله .
فاضطرب المصلون .. وجعلوا يلتفتون إليه منكرين .
فلما رأى دهشتهم .. اضطرب وقال : وااااثكل أُمِّياه !!.. ما شأنكم تنظرون إليّ ؟ ..
فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت ..
فلما رآهم يصمّتونه صمت ..
فلما انتهت الصلاة ..
التفت (صلى الله عليه وسلم ) إلى الناس .. وقد سمع جلبتهم وأصواتهم .. وسمع صوت من تكلم .. لكنه صوت جديد لم يعتد عليه .. فلم يعرفه .. فسألهم :
من المتكلم .. فأشاروا إلى معاوية ..
فدعاه النبي عليه الصلاة والسلام إليه ..
فأقبل عليه معاوية فزعاً لا يدري بماذا سيستقبله .. وهو الذي أشغلهم في صلاتهم .. وقطع عليهم خشوعهم ..
قال معاوية (رضي الله عنه ) : فبأبي هو وأمي (صلى الله عليه وسلم ) .. والله ما رأيـت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه .. والله ما كهرني .. ولا ضربني .. ولا شتمني ..
وإنما قال : يا معاوية .. إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس .. إنما هي التسبيح والتكبير .. وقراءة القرآن .. انتهى .. نصيحة باختصار ..
ففهمها معاوية ..
ثم ارتاحت نفسه .. واطمأن قلبه .. فجعل يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن خواصّ أموره ..
فقال : يا رسول الله .. إني حديث عهد بجاهلية .. وقد جاء الله بالإسلام .. وإن منا رجالاً يأتون الكهان ( وهم الذين يدعون علم الغيب ) .. يعني فسألونهم عن الغيب ..
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : فلا تأتهم .. يعني لأنك مسلم .. والغيب لا يعلمه إلا الله ..
قال معاوية : ومنا رجال يتطيرون ( أي يتشاءمون بالنظر إلى الطير ) ..
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : ذاك شيء يجدونه في صدورهم .. فلا يصدنهم ( أي لا يمنعهم ذلك عن وجهتهم .. فإن ذلك لا يؤثر نفعاً ولا ضراً ) ..

هذا تعامله (صلى الله عليه وسلم ) مع أعرابي بال في المسجد .. ورجل تكلم في الصلاة .. عاملهم مراعياً أحوالهم .. لأن الخطأ من مثلهم لا يستغرب ..
أما معاذ بن جبل فقد كان من أقرب الصحابة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) .. ومن أكثرهم حرصاً على طلب العلم ..
فكان تعامل النبي (صلى الله عليه وسلم ) مع أخطائه مختلفاً عن تعامله مع أخطاء غيره ..
كان معاذ يصلي مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) العشاء .. ثم يرجع فيصلي بقومه العشاء إماماً بهم في مسجدهم .. فتكون الصلاة له نافلة ولهم فريضة ..
رجع معاذ ذات ليلة لقومه ودخل مسجدهم فكبر مصلياً بهم ..
أقبل فتى من قومه ودخل معه في الصلاة .. فلما أتم معاذ الفاتحة قال " ولا الضالين " فقالوا " آمين " ..
ثم افتتح معاذ سورة البقرة !!
كان الناس في تلك الأيام يتعبون في العمل في مزارعهم ورعيهم دوابهم طوال النهار .. ثم لا يكادون يصلون العشاء حتى يأوون إلى فرشهم ..
هذا الشاب .. وقف في الصلاة .. ومعاذ يقرأ ويقرأ ..
فلما طالت الصلاة على الفتى .. أتم صلاته وحده .. وخرج من المسجد وانطلق إلى بيته ..
انتهى معاذ من الصلاة ..
فقال له بعض القوم : يا معاذ .. فلان دخل معنا في الصلاة .. ثم خرج منها لما أطلت ..
فغضب معاذ وقال : إن هذا به لنفاق .. لأخبرن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بالذي صنع ..
فأبلغوا ذلك الشاب بكلام معاذ .. فقال الفتى : وأنا لأخبرن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بالذي صنع ..
فغدوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فأخبره معاذ بالذي صنع الفتى ..
فقال الفتى : يا رسول الله .. يطيل المكث عندك ثم يرجع فيطيل علينا الصلاة .. والله يا رسول الله إنا لنتأخر عن صلاة العشاء مما يطول بنا معاذ ..
فسأل الله النبي (صلى الله عليه وسلم ) معاذاً : ماذا تقرأ ؟!
فإذا بمعاذ يخبره أنه يقرأ بالبقرة .. و .. وجعل يعدد السور الطوال ..
فغضب النبي (صلى الله عليه وسلم ) لما علم أن الناس يتأخرون عن الصلاة بسبب الإطالة .. وكيف صارت الصلاة ثقيلة عليهم ..
فالتفت إلى معاذ وقال : أفتان أنت يا معاذ ..؟!
يعني تريد أن تفتن الناس وتبغضهم في دينهم ..
اقرأ بـ "السماء والطارق" ، "والسماء ذات البروج" ، "والشمس وضحاها" ، "والليل إذا يغشى" ..
ثم التفت (صلى الله عليه وسلم ) إلى الفتى وقال له متلطفاً : كيف تصنع أنت يا بن أخي إذا صليت ؟
قال : أقرأ بفاتحة الكتاب .. وأسأل الله الجنة .. وأعوذ به من النار ..
ثم تذكر الفتى أنه يرى النبي (صلى الله عليه وسلم ) يدعو ويكثر .. ويرى معاذاً كذلك ..
فقال في آخر كلامه : وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ .. أي دعاؤكما الطويل لا أعرف مثله !!
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : إني ومعاذ حول هاتين ندندن .. يعني دعاؤنا هو فيما تدعو به .. حول الجنة والنار ..
فقال الشاب : ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد خبروا أن العدو قد أتوا .. ما أصنع .. يعني في الجهاد في سبيل الله .. سيتبين لمعاذ إيماني وهو الذي يصفني بالنفاق !
فما لبثوا أياماً .. حتى قامت معركة فقاتل فيها الشاب .. فاستشهد (رضي الله عنه ) ..
فلما علم به(صلى الله عليه وسلم ) .. قال لمعاذ : ما فعل خصمي وخصمك ؟ يعني الذي اتهمته يا معاذ بالنفاق ..
قال معاذ : يا رسول الله ، صدق الله وكذبتُ .. لقد استشهد ..
فتأمل الفرق في طبائع الرجال .. ومقاماتهم .. وكيف أدى إلى اختلاف تعامل النبي (صلى الله عليه وسلم ) معهم ..

بل .. انظر إلى تعامله (صلى الله عليه وسلم ) مع أسامة بن زيد .. وهو حبيب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) .. وقد تربى في بيته ..
بعث النبي (صلى الله عليه وسلم ) أصحابه إلى الحرقات من قبيلة جهينة ..
وكان أسامة بن زيد (رضي الله عنه) من ضمن المقاتلين بالجيش ..
ابتدأ القتال .. في الصباح ..
انتصر المسلمون وهرب مقاتلو العدو ..
كان من بين جيش العدو رجل يقاتل .. فلما رأى أصحابه منهزمين .. ألقى سلاحه وهرب ..فلحقه أسامة ومعه رجل من الأنصار .. ركض الرجل وركضوا خلفه .. وهو يشتد فزعاً ..
حتى عرضت لهم شجرة فاحتمى الرجل بها ..
فأحاط به أسامة والأنصاري .. ورفعا عليه السيف ..
فلما رأى الرجل السيفين يلتمعان فوق رأسه .. وأحسَّ الموت يهجم عليه .. انتفض وجعل يجمع ما تبقى من ريقه في فمه .. ويردد فزعاً : أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
تحير الأنصاري وأسامة .. هل أسلم الرجل فعلاً .. أم أنها حيلة افتعلها ..
كانوا في ساحة قتال .. والأمور مضطربة .. يتلفتون حولهم فلا يرون إلا أجساداً ممزقة..وأيدي مقطعة..قد اختلط بعضها ببعض ..الدماء تسيل..النفوس ترتجف ..
الرجل بين أيديهما ينظران إليه .. لا بد من الإسراع باتخاذ القرار .. ففي أي لحظة قد يأتي سهم طائش أو غير طائش .. فيرديهما قتيلين ..
لم يكن هناك مجال للتفكير الهادئ ..
فأما الأنصاري فكف سيفه ..
وأما أسامة فظن أنها حيلة .. فضربه بالسيف حتى قتله ..
عادوا إلى المدينة تداعب قلوبهم نشوة الانتصار ..
وقف أسامة بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم ) .. وحكى له قصة المعركة .. وأخبره بخبر الرجل وما كان منه ..
كان قصة المعركة تحكي انتصاراً للمسلمين .. وكان (صلى الله عليه وسلم ) يستمع مبتهجاً ..
لكن أسامة قال : .. ثم قتلته ..
فتغير النبي (صلى الله عليه وسلم ) .. وقال : قال لا إله إلا الله .. ثم قتلته ؟!!
قلت : يا رسول الله لم يقلها من قبل نفسه .. إنما قالها فرقا من السلاح ..
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : قال لا إله إلا الله .. ثم قتلته !! هلا شققت عن قلبه حتى تعلم أنه إنما قالها فرقاً من السلاح ..
وجعل (صلى الله عليه وسلم ) يحد بصره إلى أسامة ويكرر : قال لا إله إلا الله ثم قتلته ..!! قال لا إله إلا الله ثم قتلته ..!! ثم قتلته ..!! كيف لك بلا إله إلا الله إذا جاءت تحاجك يوم القيامة !!
وما زال (صلى الله عليه وسلم ) يكرر ذلك على أسامة ..
قال أسامة : فما زال يكررها علي حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلا يؤمئذ ..

رأي ..

لا تحسب الناس نوعاً واحداً فلهم
طبائع لست تحصيهن ألوان

كـــذبة اسمـــها "الظـــــروفــ "

"كـــذبة اسمـــها "الظـــــروفــ "

بعض الأحيان تتوهم أنكِ وصلت إلى طريق مسدود ,,

لا تعود أدراجك !

دق الباب بيدك ,,

لعل البواب الذي خلف الباب أصم لا يسمع ,,

دق الباب مره أخرى !

لعل حامل المفتاح ذهب إلى السوق ولم يعد بعد ,,

دق الباب مره ثالثة ومرة عاشرة !


ثم حاول أن تدفعه برفق , ثم اضرب عليه بشدة ,,

كل باب مغلق لابد أن ينفتح . اصبر ولا تيأس,,

أعلم أن كل واحدمنا قابل مئات الأبواب المغلقة ولم ييأس ,,

ولو كنا يائسون لظللنا واقفون أمام الأبواب !

عندما تشعر أنكِ أوشكت على الضياع ابحث عن نفسك !


سوف تكتشف أنك موجود ،،

وأنه من المستحيل أن تضيعى وفي قلبكِِ إيــمان بالله ,،

وفي رأسك عقل يحاول أن يجعل من الفشل نجاحا ومن الهزيمة نصرا

لا تتهم الدنيا بأنها ظلمتك !!

أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام !!
أنت التي ظلمت نفسك ,,

ولا تظن أن اقرب أصدقائك هم الذين يغمدون الخناجر في ظهرك ,,

ربما يكونون أبرياءمن اتهامك ,,
ربما تكون أنتِ الذي أدخلت الخناجر في جسمكِ بإهمالكِ أو
باستهتاركِ أو بنفاذ صبركِ أو بقلبكِِ أو بطيشكِ ورعونتكِ أو
بتخاذلكِ وعدم احتمالكِ !

لا تظلم الخنجر ,
وإنماعليك أن تعرف أولامن الذي أدار ظهركِ
للخنجر ,
لا تتصور وأنتِ في ربيع حياتك أنك في الخريف ,,
املأ روحك بالأمل ,,

الأمل في الغد يزيل اليأس من القلوب ,,

و يلهيك عن الصعوبات والمتاعب والعراقيل ,,
الميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل ,,
وفي نظر المتفائل هو بضعة أمتار !
اليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف ****!!

والمتفائل يقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد !

فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا !

فإذا كشرت لكِ الدنيا فلا تكشرى لها

جرب أن تبتسم

كلمات هزتني بعنف هذه ,,
وغدوت بعدها أخجل من نفسي أن أضيق
وأشكو وأتبرم من توافه الحياة ,,

أدركت أن الحياة تتطلب السير بجد وإصرار ،،
بدافع من العزيمة ،،
تحت غطاء من التفاؤل ***!!
فعلا ... كم ظلمنا أنفسنا عندما
اسقطنا فشلنا على ظروف الحياة ,,
وشكونا من صعوبتها !!
ناسين أو متناسين بأن هذه الظروف تقف حائلاً أمام الضعيف فقط ,,
أما القوي .. وقوي الإيمان خصوصاً فلا يركن لهذا ,,
ويشق طريق حياته رغماً عن الكذبة الكبرى .
نعم إنها كـــذبة " اسمـــها "الظـــــروفــ "

الرؤية و أهميتها د.طارق سويدان

الرؤية و أهميتها
 د.طارق سويدان

نعرف جميعاً ويعرف المتابع لهذه السلسلة من المقالات أن القائد الفعال هو القائد الذي تحركه أهداف بعيدة المدى، ويكون لديه طموحات عالية مقارنة بمن معه وحوله. هذه الأهداف بعيدة المدى تمثل الرؤية التي يسعى للوصول إليها، ويكون لها دور كبير في تحفيزه داخلياً للاستمرار في سيره نحو تحقيق أهدافه ورؤيته المنشودة لمستقبل أفضل.

وكمثال على أهمية الرؤية نورد قصة عالم النفس النمساوي فيكتور فرانكل.

كان فرانكل معتقلاً في أحد معسكرات النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد اكتشف أثناء فترة الاعتقال أن بداخله طاقة ترفعه فوق ظروف القهر والسجن. وكان، إضافة إلى كونه معتقلاً، يقوم بمراقبة ما يدور داخل هذا المعسكر. وأخذ هذا العالم يسأل نفسه السؤال الهام: ما الذي جعل بعض الناس يصمدون أثناء هذه التجربة المريرة وينجون بينما مات الأغلبية؟ وبحثاً عن الإجابة بدأ فرانكل يدرس المعتقلين المتواجدين معه في ضوء عدة عوامل شخصية منها الصحة والحيوية وهيكل الأسرة والذكاء وأساليب البقاء. وقد خلص العالم النمساوي إلى أن كل هذه العوامل لم تكن هي السبب الرئيسي، بل كان السبب الرئيسي الذي اكتشفه داخل الناجين من هذه المأساة هو وجود الإحساس بالرؤية المستقبلية.

إذ سيطر على كل من نجح في البقاء يقيناً بأن له مهمة في الحياة يجب استكمالها، وأن لهم مهام حيوية ما زالوا في حاجة إلى الانتهاء منها.

وقد ذكر أسرى الجيش الأمريكي في فيتنام نفس الشيء، لقد كان الرؤية المستقبلية القوية التي يملكها هؤلاء الأسرى هي القوة الدافعة التي منحتهم القدرة والرغبة في الصمود والبقاء.
كما أن البحوث أثبتت أن الأطفال الذين لديهم رؤية واضحة لمستقبلهم يكونون أكثر نجاحاً من الناحية الدراسية. كما أنهم أقدر من سواهم على مواجهة تحديات الرؤي.

وينطبق هذا على المنظمات والشركات أيضاً. فالمنظمات التي لديها شعور وإيمان برسالتها وأهدافها تتفوق على غيرها ممن لا يملك مثل هذه الرؤية. وفي هذا المجال يقول عالم الاجتماع الألماني فريد بولاك إن العامل الأول في تحقيق النجاح في كل الحضارات كانت تلك الرؤية الجماعية للشعوب، وللمستقبل الذي ينتظرها.
طلب مرة من توم بيتر مؤلف كتاب "بحثاً عن الامتياز" أن يعطي نصيحة جوهرية واحدة تفي بجميع الأغراض التي تساعد المنظمات في تحقيق الامتياز أجاب: عليك بتحديد منظومة القيم. قرر ما تمثله الشركة التي تعمل بها. ضع نفسك عشرين عاماً في المستقبل، ما الأشياء التي ستنظر إليها خلفك وأنت راضٍ تماماً.
إن القائد يترك التفاصيل لأصحابه الذين يثق بهم ويكتفي بتوجيههم نحو الأهداف العامة والرؤية المستقبلية التي يسعى لتحقيقها لهم..

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

لا تاسف على نجمه ضاعت منك.



لا تاسف على نجمه ضاعت منك....فالسماء مليئه بالنجوم...
وإن لم تكن من نصيبك إحداهن فمن يدري ربما يكون من نصيبك القمر.

الأربعاء، 5 يونيو 2013

الاحلام التي يسعى البشر إلى تحقيقها، والتي تبدو أغرب من الخيال حاليا، لكن كل حلم في البداية يبدوا مستحيلا ثم يتحقق فيغدوا حلما جميلا قد تحقق





الاحلام التي يسعى البشر إلى تحقيقها، والتي تبدو أغرب من الخيال حاليا، لكن كل حلم في البداية يبدوا مستحيلا ثم يتحقق فيغدوا حلما جميلا قد تحقق .

بعد 100 سنة من الآن قد ينتقل البشر للعيش في الفضاء الخارجي على كوكب أخر، ويتواصلوا مع بعضهم البعض عن طريق التخاطر، وغير هذا من أحلام قد تتحقق في المستقبل البعيد.. او القريب.


1) التواصل التخاطريأو ما يمكن وصفه بتحريك الاشياء عن بعد، وهي عملية فيزيائية معقدة ولكنها ليست مستحيلة، حيث نجح العلماء بالفعل في تنفيذ هذا الأمر مع عناصر صغيرة الحجم والكتلة، ولكان فيما يتعلق بنقل الاشياء الضخمة والتحكم فيها بكل سهولة عن بعد، فهذا ما يحاول الباحثون إيجاد حل له في الوقت الحالي، ولكن الأمر قد يستغرق وقت أطول مما نتخيل، بينما يرى الفيزيائي "ميشو كاكو" أن هذا الأمر سيحدث في غضون 10 سنوات من الآن.

2) الذكاء الاصطناعيمنذ فترة طويلة جدا، يواصل العلماء العمل على روبوتات متطورة تهدف لخدمة الانسان، بل والتفوق على ذكاء البشر بنسب عالية مما يتيح لتلك الآلات أن تخدمنا بمنتهى السهولة والسرعة، وتساهم في الاعمال الخطرة بدلا منا، وربما يتم استخدامها في الحروب ايضا، ولكن ما يعيق الباحثين عن اتمام الأمر هو الذكاء الاصطناعي المحدود لتلك المنتجات والتي لا يمكن أن تفكر وتعتمد على نفسها أو تستوعب عدد ضخم من الأوامر مما يتيح لها العيش بطريقة طبيعية دون الحاجة لوجود مراقبين لتصرفاتها.

3) المستوطنات الفضائيةبحلول عام 2023 يتوقع أن تتمكن وكالة ناسا من انشاء أول مستعمرة فضائية دائمة في الفضاء الخارجي على سطح كوكب المريخ، ومن المثير للاهتمام أن هناك أكثر من 76 الف شخص طلبوا الذهاب والعيش على تلك المستعمرات، يقول الباحثين أن البشر يمتلكوا الإمكانيات المطلوبة لأنشاء تلك المستعمرات دون أي مشاكل، وقد تكون هي الحل السحري الذي ينقذ سكان الأرض في المستقبل القريب من الهلاك المحقق.

4) الكترونيات مدرجة داخل الجسم البشريالالكترونيات المدرجة داخل جسم البشر، عبارة عن ابتكار مذهل قد يحول سكان الارض الى اناس الكترونيين قادرين على التواصل مع بعضهم البعض بدون استخدام أي وسيلة تواصل، وربما يتطور الأمر في المستقبل القريب ليتم ابتكار اداة جديدة تساعد على معالجة الجسم تلقائيا، وزيادة قوته وامكانية تذكر كل لحظة في حياتك دون أي مشكلة.

5) الاندماج النوويالانصهار أو الاندماج النووي هو مصدر غير محدود للطاقة يمكن إنتاجه عن طريق عملية فيزيائية معقدة، ولمعرفة حجم الطاقة المهولة التي نحصل عليها من خلال هذا الاندماج، يكفي أن نخبرك أنها أكثر 10 مرات من قوة اشعة الشمس، قد يحل هذا الأمر مشكلة الوجود والطاقة الغير نظيفة والكثير من المشاكل الأخرى، ولكن التجارب غير مستقرة حتى اللحظة بدرجة كبيرة.

6) السفر عبر الزمن
مرة أخرى تعود نظرية اينشتاين حول الثقوب السوداء للظهور، حيث يعتقد العديد من العلماء الأوروبيين أن الثقوب السوداء موجودة بالفعل ومن الممكن الوصول اليها للسفر عبر الزمن سواء الى الماضي أو الى المستقبل، ولكن حتى الآن لم يتمكنوا من ابتكار الجهاز المناسب للوصول للسرعة الكافية لإيجاد هذه الثقوب واختراقها، ولكن ربما يحدث هذا في المستقبل القريب أسرع مما نتخيل.